لم يعرف سوق التحويلات الصيفية للموسم الكروي (2013/2014) الخاص بأندية الرابطة المحترفة الأولى، نشاطا كبيرا هذا الموسم، بسبب ارتباط جل اللاعبين المميزين مع أنديتهم، وأيضا بسبب المشاكل المالية التي تعرفها أغلب الأندية التي باتت شركاتها على حافة الإفلاس. فسحت الأزمة المالية لأغلب الأندية المحترفة المجال واسعا للأندية الممولة من طرف سوناطراك وفروعها لاكتساح السوق والمساهمة في الحفاظ على الارتفاع الجنوني لأجور اللاعبين. ولم يغيّر اقتصاد مالك اتحاد الجزائر حداد، هذه المرة، في الأموال، من المشهد كثيرا بعد مساهمة شركة سوناطراك في الحفاظ على صعود البورصة. يحيى شريف يخلف حشود في “العميد” خلف يحيى شريف زميله عبد الرحمان حشود في ترتيب أغلى لاعب في مولودية الجزائر هذا الموسم بأجرة شهرية بلغت 220 مليون، وهو المبلغ الذي كان نتيجة تكفل اللاعب السابق لشبيبة القبائل بورقة تسريحه من نادي إيستر، فيما سيتلقى كل من صبري غربي وحبيب بلعيد أجرة شهرية تبلغ 200 مليون والحارس ميكائيل فابر 180 مليون، ليبقى الأجر “الأضعف” هو ذلك الذي خصص للمغترب زغدان الذي سيكتفي ب50 مليون سنتيم، وبعملية حسابية بسيطة، فإن اللاعبين الجدد سيكلفون خزينة سوناطراك 830 مليون شهريا، علما أن كتلة الأجور العامة للاعبين ارتفعت بعد مراجعة الأجور الخاصة بركائز الفريق في صورة غازي الذي قفز أجره من 80 مليونا إلى 120 مليون شهريا، شأنه شأن هداف البطولة مصطفى جاليت من 120 إلى 180 مليون شهريا وقاسم مهدي من 75 إلى 160 مليون، ما يعني أن كتلة الأجور قد تبلغ تقريبا مليارين و250 مليون شهريا. بولحبيب صرف مليارا و510 مليون على الجدد فقط ضخت شركة “الطاسلي للطيران” أموالا معتبرة في حساب شركة شباب قسنطينة التي تفادت الصعوبات التي وجدتها سابقا في حل مشكلة مستحقات للاعبين المتأخرة، وأتاحت لها الفرصة للقيام بانتدابات نوعية مقابل تكلفة تبقى الأغلى في الجزائر، ويحتل الحارس سي محمد سدريك صدارة ترتيب أغلى لاعبي الشباب بأجرة شهرية بلغت 250 مليون سنتيم، يليه المغترب الآخر حنايني ب230 مليون شهريا، ثم محمد دراق ب200 مليون، بعدها يحل الثلاثي زرداب وسباح وبن عطية ب180 و170 و160 مليون على التوالي، ثم الثلاثي الآخر المالي عصمان بارتي وسامر ومعيزة ب150 و130 و120 مليون على التوالي، لتبلغ كتلة الأجور للعناصر الجديدة لشباب قسنطينة في كل شهر حدود مليار و510 مليون، وهو الرقم الذي كان مرشحا للارتفاع لو لم تبادر الإدارة بطلب من المدرب غارزيتو بتسريح حميش وبناي وطيايبة المنضمين لأهلي البرج. حمّار يصلح ما أفسده سراّر والوالي بدوي لم تحل المنافسة الشرسة التي فرضها دخول سوناطراك وفروعها دون انتداب إدارة الوفاق ورئيسه حسان حمّار للاعبين الممتازين، لكن بأجور معقولة قياسا لما كانت تدفعه إدارة “النسر الأسود” أيام الرئيس السابق عبد الحكيم سرار والوالي بدوي. وبات اللاعب المغترب القادم من بجاية زارارة أغلى لاعب “سطايفي” ب160 مليون شهريا، ووقع المدافع دمو مقابل 140 مليون شهريا وطواهري نظير 110 مليون، بوكرية 80 مليونا، واجتهدت إدارة حمّار أكثر من خلال الحفاظ على لاعبيها الذين كانوا مطلوبين بقوة من خلال رفع أجورهم، كما كان الحال مع قراوي، جحنيط وفراحي، علما أن كتلة الأجور الخاصة باللاعبين الجدد تناهز المليار و150 مليون. بلوزداد و”الكناري” و”الشلفاوة” يرفضون المخاطرة إذا كانت أندية سطيف ومولودية الجزائر وشباب قسنطينة قد دخلت بكل ثقلها سوق التحويلات ووضعت الإمكانات المادية اللازمة لاستقطاب أفضل العناصر، فإن أندية شباب بلوزداد، وأولمبي الشلف وشبيبة بجاية وبدرجة أقل مولودية وهران كانت أكثر عقلانية، واكتفت بانتداب لاعبين لا تفوق الأجرة الأغلى لديها 100 مليون سنتيم، فيما اضطرت شبيبة بجاية للاستثمار في الشبان بعد أن اعتمدت على أجور لا تتجاوز 50 مليون سنتيم كحد أقصى، مع استثناء وحيد خاص باللاعب القادم من شبيبة محمد شعلالي، من جهتها لم تتردد إدارة شبيبة القبائل في “التخلص” من لاعبيها “المكلفين” ماديا في صورة شعلالي ومقداد لتستثمر في مواهب شابة في صورة مهاجم مولودية وهران عواج سيد أحمد الذي ستدفع له راتبا بقيمة 120 مليون، فيما تتراوح أجور باقي اللاعبين ما بين 40 إلى 70 مليونا شهريا، في حين أن كتلة الأجور الخاصة باللاعبين الجدد في مولودية وهران، ممن بلغ عددهم 11 لاعبا وصلت إلى 990 مليون شهريا، يتقدمهم آخر لاعب التحق بالفريق وهو فارس عمران الذي وقع مقابل 120 مليون شهريا، متقدما على كل من عوامري وبوعيشة ويحياوي الذين سيحصلون على راتب ب110 مليون شهريا، فيما تتراوح أجور البقية ما بين 60 و80 مليون سنتيم. أهلي البرج و”البابية” و”الصفراء” تعاكس الفرق “الغنية” اعتمدت الفرق مثل أهلي البرج على التقشف بعد الصعوبات الكبيرة التي وجدتها في إيجاد السيولة المالية للقيام بالانتدابات، وركز أهلي البرج على ثلاثي لاعبي شباب قسنطينة طياييبة، بناي وحميش المسرح وهؤلاء تصل رواتبهم 100 مليون يليهم متوسط الميدان فرحات أيوب (90 مليونا) والبقية بين 70 إلى 60 مليونا، ونفس الشيء ينطبق على مولودية العلمة الذي حرص رئيسها عراس هرادة على عدم تجاوز سقف 80 مليونا في الشهر مع بعض الاسثناءات منحت لحارس شباب بلوزداد السابق نسيم أوسرير الذي أصر على تسلم نفس الراتب الذي كان يتلقاه في الشباب (110 مليون) وأيضا للقائد برشيش، وتتراوح أجور بقية اللاعبين ما بين 70 و 60 مليونا، وتبقى كتلة أجور اتحاد الحراش الخاصة بالجدد متواضعة ولا تتجاوز 430 مليون سنتيم، وسيكون العائد سليم بومشرة الأغلى بأجرة بلغت 100 مليون يليه بوسحابة 70 مليون سنتيم. أما البقية فإنها تتراوح أجورهم ما بين 50 إلى 35 مليونا، علما أن رئيس الاتحاد محمد العايب أرغم على رفع أجرة بلقروي إلى 150 مليون وخفض الأجرة الخاصة بدوخة إلى 120 مليون، أما شبيبة الساورة، فإن الرجل القوي في بشار، فقد ركز على الاستثمار في مدلل الفريق بلجيلالي الذي رفع أجره إلى 120 مليون سنتيم، مقابل تمديد عقده، فيما لم تتجاوز رواتب الجدد 65 مليونا، حيث رفع زرواطي شعار “الأجرة معقولة لكن تتلقاها في نهاية الشهر”. أمل الأربعاء يغامر وعين فكرون و”الموب” الاستثناء وجدت الأندية الثلاثة الصاعدة هذا الموسم صعوبات مالية كبيرة لضمان عملية الاستقدامات بداية بشباب عين فكرون وهو الذي دخل السوق مبكرا، لكنه مع مرور الوقت وجد صعوبات في إقناع بعض الأسماء “الثقيلة” بالنظر إلى مطالبهم التعجيزية، ومع ذلك، اللاعبون الجدد ل”السلاحف” من يتلقى 80 مليونا شهريا في صورة قريش وعمرون، فيما تتسلم الأغلبية أجورا لا تتجاوز سقف 55 مليونا في الشهر، ونفس الشيء ينطبق على مولودية بجاية التي استثمرت في بولعنصر وستدفع له 100 مليون شهريا وبدرجة أقل يايا، فيما لا تتعدى أجور بقية العناصر الأخرى 60 مليونا، ووجد رئيس الأربعاء جمال عماني الدعم اللازم خاصة من السلطات المحلية، ما مكنه من انتداب زدام ومكلوش، وبعض اللاعبين المغتربين، وقد اضطر إلى ضمان دفع راتب بقيمة 120 مليون لحمزة زدام والحارس فلاح والإفريقي يوسف، وسيكون على الرئيس جمال عماني توفير مليار ونصف سنتيم في ظرف ثلاثة أشهر لضمان تسديد أجور لاعبيه بانتظام.