جدد تحالف دعم الشرعية رفضه لفض اعتصام الميادين، إذ استجاب عشرات الآلاف من مناصري الرئيس المعزول محمد مرسي لدعوة “مليونية ليلة القدر” في عدد من المحافظات المصرية، في مقدمتها الإسكندريةوالقاهرة، حيث خرجوا رافضين إنهاء الحركة الاحتجاجية إلى حين تنفيذ مطالبهم. وكان القيادي الإخواني، محمد البلتاجي، أكد في خطابه في الجماهير الداعمة للشرعية أن “مسلمي العالم سيتحدون بالدعاء في ليلة القدر في أكبر مظاهرة مليارية بعدد مسلمي العالم”. وكان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الإخواني عصام العريان، أكد أن المعتصمين بميدان رابعة العدوية تمكنوا من إحباط محاولة لاقتحام ميدان الاعتصام بهدف فضه، غير أن لجان الحراسة حالت دون ذلك. فيما أشار الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، إن دبابات وعربات الأمن المركزي حاولت، فجر أمس الأحد، حصار ميدان رابعة ولكنهم فشلوا، إذ أجبرهم المعتصمون على التراجع. في هذه الأثناء واصل المبعوث الأمريكي، ويليام بيرنز، مساعد وزير الخارجية الأمريكي مساعيه للوساطة لليوم الثاني بين الحكومة المؤقتة وجماعة الأخوان المسلمين لحل الأزمة السياسية في مصر، فقد أشارت الصحافة الأمريكية الصادرة أمس أن الخارجية الأمريكية تقدمت بمبادرة للحل السياسي من خلال منح الحصانة للرئيس المعزول وعدد من قيادات الإخوان، بالإضافة إلى إمكانية عودة الإخوان إلى الحياة السياسية وعدم حل الذراع السياسي للجماعة، مقابل إنهاء الاعتصام وعودة الحياة لطبيعتها لتمكين مصر من تجاوز هذه المرحلة الحرجة، غير أن تصريحات قيادات الإخوان شددت على رفض كل الاقتراحات التي لا تعترف بشرعية مرسي رئيسا ديمقراطيا لمصر، ما جعل المبعوث الأمريكي يجد نفسه غير قادر على إحراز أي تقدم في الوساطة للمرة الثانية. من جانب آخر، حددت محكمة استئناف القاهرة جلسة 25 أوت الجاري، لبدء محاكمة ستة متهمين من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بمصر، بينهم المرشد العام محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر، في قضية اتهامهم بارتكاب جرائم قتل المتظاهرين، والتحريض عليها أمام مقر المركز العام للجماعة في المقطم. وبينما تستمر القبضة الحديدية بين المعارضة السياسية وأنصار الرئيس المعزول، تحاول بعض الأصوات السياسية في مصر العمل على إيجاد حل ثالث، على غرار ما اقترحه نائب رئيس الوزراء المكلف بالعلاقات الخارجية، محمد البرادعي، الذي أكد أن المؤسسة العسكرية عازمة على إنهاء النزاع السياسي سلميا ودون اللجوء إلى العنف تفاديا لإراقة الدماء، مشيرا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة. فيما أصدر مجلس الدفاع الوطني عقب اجتماعه، أول أمس، بيانا أكد فيه تأييد قرارات الحكومة بشأن استعادة “الأمن والاستقرار فى المجتمع، وبخاصة التعامل مع الخروقات والتهديدات الأمنية الصادرة عن تجمعي “رابعة العدوية” و”النهضة”، وما يسفران عنه من تداعيات تهدد السلم المجتمعي والأمن القومي”، على حد ما جاء في البيان، في إشارة إلى ضرورة إنهاء الاعتصام قبل عيد الفطر.