الداخلية تدعو المعتصمين للخروج الآمن مع احترام حقوقهم السياسية تواصلت، أمس، الاشتباكات بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الأمن في محيط مدينة الإنتاج الإعلامي، ما أسفر عن إصابة أكثر من عشرين شخصا، على حد تأكيد بيان وزارة الصحة المصرية، وجاءت هذه المظاهرة للتنديد بما أسماه المتظاهرون “التضليل الإعلامي والانحياز ضد جماعة الإخوان”، فيما استمر اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة، على الرغم من دعوات الداخلية للمعتصمين بالخروج من الميادين وإنهاء الاعتصام. وكانت الداخلية المصرية جددت، أمس، في بيان لها الدعوة للمعتصمين، بإخلاء الميادين العمومية، مؤكدة أن الشرطة تتعهد بحماية المتظاهرين، في إشارة إلى عدم اقتحام الميادين بالقوة على آمل أن تنجح في إقناع العائلات بالعودة إلى بيوتهم، كما أكد البيان على أن الداخلية تحترم الحقوق السياسية للمعتصمين ولن تقوم بأي ملاحقات أو متابعات. وتزامن تهدئة النبرة في بيان الداخلية مع تصريحات نائب رئيس الوزراء المكلف بالعلاقات الخارجية، محمد البرادعي، الذي دعا إلى الإفراج عن محمد مرسي كمرحلة أولى لتسوية سياسية للأزمة في مصر، موضحا في ذات السياق أن حقوق جماعة الإخوان السياسية مكفولة، في تأكيد على حقهم في العودة إلى العمل السياسي في حال قبول الحوار الوطني ونبذ التصعيد الأمني. وعلى الرغم من اعتبار أطراف من معارضي الإخوان أن تصريحات البرادعي فيها تنازل كبير لصالح الجماعة، إلا أن نائب رئيس الوزراء اعتبر أن الحوار مع الإخوان الحل الوحيد لخروج مصر من النفق السياسي. وكانت التقارير الواردة من مصر أشارت إلى أن السلطات المدنية والعسكرية في مصر فتحت قناة للتواصل مع قيادات الإخوان، تهدف إلى إنهاء الاعتصام والعودة إلى الحياة الطبيعية بأقل الأضرار، في تأكيد على رغبة الداخلية والقوات المسلحة في تفادي المزيد من إراقة الدماء، خاصة بعد الموقف الأمريكي الذي اعتبر أن ما قام به الجيش المصري “عودة للديمقراطية” وليس انقلابا عسكريا، الأمر الذي نددت به قيادات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، إذ اعتبر القيادي بالحزب عصام العريان أن تصريح وزير خارجية أمريكا جون كيري “دليل على ضلوع البيت الأبيض في الانقلاب على الشرعية والديمقراطية في مصر”. أمام هذا الوضع، وبينما يدور الحديث عن احتمال انفراج الأزمة بالتوصّل إلى اتفاق، جدد تحالف دعم الشرعية الدعوة لأنصاره من أجل الخروج اليوم في مسيرة “مليونية ليلة القدر” للتأكيد على مطلبهم بعودة الرئيس مرسي، فيما دعت الجماعة المساندين للشرعية عبر العالم للخروج في “مليارية” للتأكيد على وزن الجماعة في المعادلة السياسية ليس في مصر وحدها، وإنما عبر العالم، ما يسمح لها بدخول أي حوار محتمل من موقع قوة بدلا من كونها الضحية، مع الإشارة إلى أن الصحافة المصرية تحدثت عن تقديم بعض التنازلات بعد تأكيد التحالف احترام “رؤية كل من تظاهر في 30 جوان ضد مرسي وحكم الإخوان”.