اعتبر محمد بن مدور المكلف بالاتصال لدى الديوان الوطني تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية في تصريح ل “الخبر”، بأن زيارة الخبراء الأتراك للمعالم الأثرية كان مجرد معاينة للمواقع. مؤكدا بأن استفادتهم من مشاريع ترميم كدار السلطان في العاصمة وقصر الباي بوهران سيتم بعد التأكد من مدى تحكمهم في تقنيات الترميم. كشف محمد بن مدور بأن الزيارة التي قام بها وفد تركي متكون من خبراء في الترميم، وجامعيين، وممثلين عن السفارة، لمختلف المعالم الأثرية في الجزائر العاصمة ووهران مؤخرا، على غرار قصر الباي ومسجد الباشا بوهران هو معاينة ميدانية لوضعية المواقع الأثرية، تجسيدا للمحادثات بين الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس الوزراء التركي طيب أردوغان حول الترميم. كشف بأن تكليف الأتراك بمهمة ترميم مسجد كتشاوة في العاصمة كان من طرف وزارة السكن. وربط بن مدور استفادة الأتراك من مشاريع ترميم معالم أخرى ب«مدى تحكمهم في تقنيات الترميم العالمية وامتلاكهم للمعدات التكنولوجية المناسبة لمعاينة البنايات وتشخيص التشققات”. ولم يستبعد الإمضاء لاحقا على برتوكول بين وزارة الثقافة من جهة والأتراك من جهة أخرى حول ترميم المعالم الأثرية. اعتبر ذات المسؤول بأن “الاعتقاد السائد بأن المعالم الاثرية الموجودة في الجزائر هي انجازات عثمانية هو اعتقاد خاطئ، لأن الأتراك قاموا بإنجاز المنشآت والأبراج الحربية منذ ثلاثة قرون وحتى قصبة الجزائر شيّدها حكام بنومزغنة، ولقد عبّر الأتراك عن اهتمامهم بترميم دار السلطان في العاصمة، لأنها مقر الحكم العثماني في الجزائر، وكذا بعض القصور المتواجدة في وهران”. للتذكير حظي الوفد التركي باستقبال من والي وهران عبد المالك بوضياف قبل زيارة قصر الباي المتواجد على مقربة من ساحة أول نوفمبر في وهران وطرحوا أسئلة حول ملف الترميم والدراسات المنجزة حول الأرضية، كما عبروا عن امتعاضهم من تواجد هيكل فندق شاطوناف داخل ساحة المعلم وتعسّر عليهم استساغة فكرة تحويله إلى مقر لبلدية وهران. لم يخف بن مدور إعجابه بالمدرسة الايطالية في مجال الترميم قائلا: “لحد الساعة الخبرة الإيطالية هي المعترف بها عالميا بالنظر لتجربتها الطويلة في هذا المجال واستعمالها لوسائل تكنولوجية جد متطورة لتشخيص وضعية المعالم الأثرية”. في نفس السياق، رافع بن مدور عن ضرورة استحداث تكوينات في تخصص الترميم في الجامعات والمعاهد المتخصصة لتطوير إطارات جزائرية لترميم معالمنا الأثرية عوض الاستنجاد في كل مناسبة بالخبرة الأجنبية. انتقد عملية ترميم المعالم الأثرية في تلمسان بمناسبة تظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية واعتبرها “كارثية” وتنبأ بتكرار نفس “الكارثة في قسنطينة بمناسبة تظاهرة عاصمة الثقافة العربية”.