يعاني عدد من الأشخاص عبر العالم من فقدان وظيفة السمع لأسباب عدة، بعضها راجع لحادث ما، وبعض الأشخاص يولد بهذه العاهة والبعض الآخر بسبب تناول الأدوية بصفة عشوائية، أو بسبب عدم معالجة الإصابات المعدية، وخاصة تلك التي تصيب المخ أو الأذن. قد يكون الصمم نتيجة تضرر أحد هياكل الجهاز السمعي البنوية طول مجاري السمع، بداية من فتحة الأذن الخارجية مرورا بالأذن الوسطى ثم الأذن الداخلية فالأعصاب إلى المخ. وأخطر الأضرار التي تصيب السمع هي تلك التي تمس الأذن الداخلية أو المخ، وخاصة عند الرضيع والمولودين الجدد قبل شروعهم في النطق، ما يؤدي إلى حالات الصم والبكم عند الطفل الذي قد يكون أصم فقط فيصبح أبكم نتيجة الصمم. ويمكن أن يمس الصمم جهة واحدة فقط في بعض الحالات، مثل ما ينتج عقب الإصابات العدوية المتكررة للأذن أو عند التعرض لصوت أو ضجة عنيفة.. كما يمكن للصمم أن يكون نسبيا، أي أن الشخص يسمع الأصوات الحادة ولا يسمع الخفيضة أو العكس. وقد يولد الطفل أحيانا وهو أصم، وهذا غالبا ما يعود إلى الإصابات المعدية التي تصيب الأم في الأسابيع الأولى من الحمل (الحميراء، النكاف..)، أو بسبب تعارض الزمرة الدموية بين الأم ومولودها، وأيضا إلى الولادة الصعبة بسبب حادث أو نقص الأوكسجين.. الخ. وأصبح من الضروري والإجباري البحث عن الصمم عند كل مولود جديد بفضل تقنيات خاصة، حيث يجب الشروع في مثل هذه الحالة بتجهيز المصاب بجهاز خاص لتفادي إصابته بالبكم المحتوم إذا بقي دون هذا الجهاز وفي أقرب وقت (ابتداء من 6 أشهر). ويمكن لالتهابات الأذن المزمنة أن تكون سببا في الإصابة بالصمم لأنها كثيرا ما تؤدي إلى تدمير عظيمة الأذن أو تصلبها أو إلى ثقب طبلة الأذن، بينما يسبّب مرض إسفنجية الأذن حصر عظيمتي الأذن الذي يؤدي إلى الصمم، كما يمكن لبعض الحوادث المنزلية، كسقوط الطفل من فوق كرسي مثلا، أن تسبب له الصمم. ما هي الطرق المتاحة لمعالجة الصمم؟ تتم معالجة الصمم على مستوى الأذن الوسطى بالجراحة التي تحقق نتائج جيدة، لكن بعض الأخطار تبقى محتملة. أما الصمم على مستوى الأذن الداخلية فقد يكون سببه تناول بعض الأدوية بصفة عشوائية أو إلى إصابة معدية كالتهاب السحاية أو الحوادث كالضجيج أو كسر أو أحيانا إلى ورم.. الخ.