يعتبر الاتحاد الولائي للصم البكم لولاية تيسمسيلت، المؤسس منذ 8 سنوات الجمعية المحلية الوحيدة على مستوى الولاية التي تعني بهذه الشريحة والذي يهدف إلى الدفاع عن الحقوق المادية والاجتماعية لفئة الصم والبكم ، ويقدر عدد هؤلاء المحصون على مستوى مديرية الحماية الاجتماعية بالولاية بحوالي 780 معاق سمعيا، 180 منهم بعاصمة الولاية منهم 110 أنثى. غير أن هذا الاتحاد المعتمد منذ 2003 يعاني من عدة مشاكل بدءا بالمقر حيث لا يمتلك مقرا له على غرار بعض الجمعيات التي اعتمدت مؤخرا والتي كان لها الحظ في الحصول على مقرات هامة مع أن نشاطها مشلول ، وهو نفس الأمر بالنسبة للدعم المالي حيث لم ينل الاتحاد سنتيما منذ اعتماده عكس بعض الجمعيات التي استفادت من الملايين دونما تقديم أي نشاط .وقد اقتربنا من ممثل الاتحاد السيد" مراد بلعباس" والذي يعتبر أصغر رئيس اتحاد للصم على المستوى الوطني ، ورغم أن هذا الأخير معاق سمعيا ألا أنه يتقن ثلاث لغات بالإضافة إلى الألمانية كما يتقن الإعلام الآلي وقد تعلم كل هذا بعصامية ، وله علاقات مع عدة تنظيمات للصم عبر العالم ، وقد كان هذا اللقاء بحضور أخصائي بأمراض اللغة والكلام السيد" محمد بدوي " الذي ترجم لنا ما كان يقوله رئيس الاتحاد ، وقد أكد لنا رئيس الاتحاد أن شريحة الصم تعاني التهميش بالولاية، وتبدأ هذه المعاناة كون الصم لا يقبلون في مراكز التكوين المهني بحجة عدم توفر فروع خاصة بهم رغم وعود مدير قطاع التكوين المهني بفتح فروع لهم إلا أن ذلك بقي مجرد وعود جوفاء ، كما أن معظمهم غير مؤمنين إجتماعيا، والمحصون على مستوى مديرية الحماية الاجتماعية يتقاضون مبلغ 1000 دج شهريا فقط وهذا الأجر يتقاضاه البالغون فقط خاصة وأن معظم هؤلاء بطالون وقد لجأ البعض منهم إلى التسول لسد بعض حاجياتهم وهذا على مرأى من مديرية الحماية الاجتماعية والسلطات التي تقع صامتة إزاء هذه الظاهرة، وقد تقدمنا بطلبات يضيف رئيس الاتحاد للحصول على قروض لإنشاء مؤسسات مصغرة إلا أن طلباتنا قبلت كلها بالرفض بسبب بيروقراطية الإدارة مع أن عدد كبيرا منا يملك مؤهلات في عدة تخصصات فهناك عدد لابأس به من البنات لهن مؤهلات في الخياطة والطرز ومع هذا فهن عاطلات ، وعن مطالب اتحاد الصم فتتلخص أساسا في توفير مقر له حيث لا يوجد مقر لفئة الصم غبر كامل تراب الولاية وهذا بعكس الولايات الأخرى التي توفر لجمعيات الصم مقرات لكل المعدات اللازمة إضافة إلى التكفل المادي والاجتماعي حيث يضطر رئيس الاتحاد للتنقل إلى العاصمة على حسابه الخاص لجلب بطاقات الانخراط من فدرالية الصم البكم ، وقد اضطر في كثير من الأحيان على التعامل مع اتحاد الصم بتيارت الذي أعانه في عدة مناسبات ، إضافة إلى ضرورة الإدماج الاجتماعي وهذا بدمج الشباب الصم في مراكز التكوين ومساعدتهم على إيجاد فرص للعمل .ولدى استفسارنا عن طبيعة هذه الإعاقة وحالاتها ومدى تأثيرها صرح لنا أخصائي الأرطوفونيا السيد"محمد بدوي" أن أغلب الحالات ناتجة عن تزاوج الأقارب ويسمى ذلك بالصم الوراثي ويمكن تقسيم حالات الصم إلى عدة أقسام وهي الصم الخفيف ويكون بفقدان السمع حيث تقدر نسبة الصمم من 10 إلى 30 ديسبال ، والصمم المتوسط ويكون من 30 إلى 60 ديسبال ، ثم الصمم الحاد من 60 إلى 90 ديسبال ، وأخيرا الصمم العميق ويكون من 90 إلى 120 ديسبال ، كما أن إعاقة الصمم تدخل في إطارين أساسيين أولها صمم الإرسال حيث تكون الأذن الوسطى والخارجية مصابة ، وصمم الإدراك حيث تكون الأذن الداخلية وبقية الجهاز السمعي العصبي مصاب .وفي الأخير أكد لنا الأخصائي أنه يجب أن يكون لهذه الشريحة طابع تعليمي وتكويني حتى لا يحرم من فاته سن التعلم من التكوين.