قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن الإسلام جزء لا يتجزأ من تاريخ بلاده وعنصر هام من ثقافتها، داعياً إلى التصدّي لمحاولات «تسييس الدين» بكل أشكالها.ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين، قوله خلال لقاء مع المفتي طلعت تاج الدين وأعضاء الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا في عاصمة جمهورية بيشكيريا الروسية اليوم الثلثاء، في إطار المشاركة في احتفالات الذكرى ال225 لتأسيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا، «يشهد العالم الآن عملية تسير بوتائر عالية، وهذه العملية التي ليست ايجابية دائماً، هي عملية تسييس الدين بمختلف الاتجاهات، بما في ذلك تسييس الإسلام».وأضاف أن «السلطات الروسية والمجتمع الإسلامي في روسيا يواجهان، في هذه الظروف، قضايا ومهام جديدة لا يمكن حلّها إلا بجهود مشتركة».واعتبر الرئيس الروسي أن «بعض القوى السياسية تستغل الإسلام، وعلى وجه التحديد تياراته المتطرّفة التي لا تعتبر طبيعية بالنسبة إلى المسلمين في روسيا، بهدف إضعاف دولتنا، وإنشاء مناطق داخل الأراضي الروسية تجري فيها نزاعات موجهة من الخارج، ولدق إسفين بين مختلف القوميات داخل المجتمع الإسلامي ذاته، وإشعال النزعات الانفصالية في الأقاليم».ودعا إلى التصدّي لهذه المحاولات من خلال تمسّك المسلمين بتقاليدهم التاريخية، وتعزيز الشراكة مع ممثلي الأديان الأخرى، وقبل كل شيء مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، مشدداً على أن المسلمين في روسيا «طالما كانوا موحدين في خدمة المجتمع ووطنهم".ومن جهته، هنّأ بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، المفتي طلعت تاج الدين، وأعرب عن قناعته بأن «الحفاظ على التقاليد والعادات الإسلامية التي تكوّنت تاريخياً في روسيا، والحفاظ على وحدة المسلمين سيساعد في تعزيز التفاهم المتبادل بين ممثلي مختلف القوميات والأديان».وتجري في مدينة أوفا، عاصمة جمهورية بيشكيريا الروسية، الاحتفالات بالذكرى ال225 لتأسيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا بمشاركة ممثلين عن أكثر من 30 دولة.