أكد البرلمان العربي دعمه لانعقاد مؤتمر "جنيف 2" للمصالحة الوطنية بشكل سريع لحقن دماء الشعب السوري، والشروع في المفاوضات بين الأطراف المتنازعة لإيجاد حل سلمي يفضي إلى إقامة نظام سياسي في سوريا يحقق طموحات الشعب السوري في الديمقراطية، واختيار نظامه السياسي وقف إرادته الحرة وتحقيق كافة طموحاته الوطنية المشروعة. وشدد البرلمان - في قراراته الصادرة في ختام جلسته العامة بمقر الجامعة العربية اليوم - على وحدة الأراضي السورية وأن الحوار السلمي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، ورفض كافة أشكال التدخل الخارجي في الشأن السوري أو أية ضربات عسكرية قد توجه إلى الأراضي السورية باعتبار ذلك عدوانا وانتهاكا للأمن القومي العربي.وأدان البرلمان النظام السوري الحاكم لاستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد أبناء الشعب السوري، وطالب بتقديم المسؤولين عن ذلك إلى المحكمة الجنائية الدولية.ورحب البرلمان بالمبادرة الروسية بشأن وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية، مطالبا القوى العظمى بالعمل على وضع أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية تحت الرقابة الدولية، وناشد الجامعة العربية لإنشاء صندوق إنساني لدعم الشعب السوري.في الشأن الفلسطيني، أكد البرلمان العربي مجددا على دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وإدانة التوسع الاستيطاني الصهيوني، وكافة الممارسات العنصرية ومخاطر تهويد مدينة القدس والترحيل القسري لسكانها وتدمير مقدساتها الإسلامية والمسيحية وكافة أشكال الاعتقالات، بخاصة ضد الأطفال والنساء.وكلف البرلمان أمانته العامة بإعداد مشروع رسالة شكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على اعتماد ميزانية تقديرية لبرنامج "خادم الحرمين الشريفين لدعم صمود المدن الفلسطينية" بمبلغ 200 مليون دولار، بما يعزز جهود الشعب الفلسطيني في تحقيق أهدافه الوطنية، والإشادة بدور المملكة العربية السعودية السياسي والمادي في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته.وأكد على قرارات البرلمان العربي في جلسته الرابعة لدور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الأول، والمنعقدة بتاريخ 20 يونيو 2013 بمقر الجامعة العربية، وما اتخذه من قرارات حول الصراع العربي الصهيوني، وبتشكيل لجنة فرعية خاصة بالقدس والأراضي العربية المحتلة ورفعه لهيئة مكتب البرلمان للعمل على تشكيل اللجنة المذكورة، واتخاذ ما يلزم نحو تمكينها من القيام بأعمالها.وأوصى البرلمان بمخاطبة الهيئات والبرلمانات الدولية والإقليمية، خاصة الأممالمتحدة، ومجلس الأمن الدولي، والبرلمان الأوروبي، والاتحاد البرلماني الدولي، والبرلمان الإفريقي والأسيوي، لشرح القضية الفلسطينية، وكسب التأييد لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس.وأكد على أهمية وحيوية القضية الفلسطينية للبرلمان العربي حيث أنها قضية العرب الأولى، وأوصى بأن يكون انعقاد البرلمان العربي في دورته القادمة تحت شعار "فلسطين في قلب الأمة العربية".كما أكد البرلمان العربي تأييده للمملكة العربية السعودية في قرارها بالاعتذار عن قبول عضوية مجلس الأمن الدولي.وقال البرلمان "إن هذا الموقف الأصيل للمملكة العربية السعودية يأتي احتجاجا على مواقف مجلس الأمن المتعاقبة إزاء مجمل القضايا العربية، وفي صدارتها قضية فلسطين بكل أبعادها، واحتلال إسرائيل لأراضيها وغيرها من الأراضي العربية، وغلبة سياسة الكيل بمكيالين وازدواج المعايير في التعامل مع القضايا الدولية التي تهدد السلم والأمن الدوليين، وما يفرض على مجلس الأمن من إملاءات الدول الكبرى".وأضاف "إننا نحن ممثلي الشعوب العربية في البرلمان العربي وصوت هذه الشعوب نؤيد هذا الموقف التي اتخذته المملكة العربية السعودية حيال عضوية مجلس الأمن ونشيد به وندعو مجلس الأمن الدولي إلى استيعاب دلالات هذه الرسالة، وأخذها بالحسبان ومراجعة وتقييم وضع مجلس الأمن، والقيام بدوره الفاعل في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، واتخاذ منظمة الأممالمتحدة خطوات جادة وتدابير فاعلة نحو إصلاح هذه المنظمة وأجهزتها المختلفة ووكالاتها المتخصصة، وبخاصة مجلس الأمن الدولي الذي يحمل في الذاكرة الجماعية للأمة العربية مؤشرات سلبية تجاه قضايا هذه الأمة".وأشار البرلمان العربي إلى أنه تابع باهتمام كبير موقف المملكة العربية السعودية المشرف من اعتذارها عن قبول العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي.وبشأن احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث "طنب الصغري" و"طنب الكبري" و"أبو موسي"، دعا البرلمان طهران إلى اللجوء إلى الحل السلمي والجلوس إلى طاولة المفاوضات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وانتهاج سياسات سلمية مع دول الجوار، دون اللجوء إلى احتلال أراضي الغير، مؤكداً على قراراته السابقة في هذا الشأن.