أكدت الشركة الصينية “فاو” إرادتها تصنيع السيارات في الجزائر على خلفية التوقيع على العقد مع “مدينة موتورز” التي يترأسها عبد الوهاب رحيم. وأوضحت المجموعة الصينية المصنفة كإحدى أكبر الشركات الصناعية في المنطقة الآسيوية، في بيان صادر عنها، أنها بصدد إقامة مصنع لتجميع وتركيب السيارات في الجزائر، مضيفة أن هذا المسعى يرمي إلى التموقع في سوق يعتبر كثاني أكبر أسواق السيارات في إفريقيا، والأول بالنسبة للسيارات الصينية. وشددت الشركة الصينية على أن المشروع الاستثماري سيسمح بإنشاء مناصب العمل، ولكن أيضا المساهمة في تطوير فرع صناعة السيارات في الجزائر، مع الالتزام بتقليص مدة تسليم السيارات للزبون الجزائري، ولكن أيضا لمستخدمين في منطقة شمال إفريقيا . وأكدت الشركة أن الجزائر ستصبح، مع تجسيد المشروع الاستثماري، نقطة الارتكاز المحورية ل”فاو” في المغرب العربي وإفريقيا، ولاحقا في أوروبا، وأن المجموعة المتخصصة تعمل على تصدير السيارات وتمويل كل شبكة صناعة السيارات أيضا، حيث سيقوم المصنع الجزائري بتصنيع الجيل الجديد من السيارات السياحية والنفعية، مع تحديد هدف رئيسي هو إنتاج 10 آلاف وحدة سنويا في مرحلة أولى، ثم الانتقال إلى 30 ألف وحدة، مع الالتزام وفقا للاتفاق المبرم مع الشريك الجزائري “مدينة موتورز” على تدعيم إنتاج السيارات في إفريقيا، بعد أول تجربة ناجحة في جنوب إفريقيا، وتوفير الموارد المالية بفضل صندوق التنمية الصيني الإفريقي الداعم للمؤسسات الصينية لتطوير التعاون في القارة السمراء. وقد قرر الصندوق تمويل مشاريع لفائدة 30 بلدا إفريقيا، منها الجزائر، لتجسيد 60 مشروعا. وتؤكد الصين بذلك رغبتها القوية في التموقع في الأسواق الإفريقية، ومن بينها الجزائرية، وتحقيق اختراق يزيح مكانة الدول الأوروبية، ولاسيما فرنسا، من شمال إفريقيا وجنوب الصحراء . يذكر أن مجموعة “فاو” التي تأسست عام 1953، بدأت كشركة عمومية متخصصة في صناعة السيارات وأقامت عدة اتفاقيات شراكة، لاسيما فولكفاغن وأودي وتويوتا ومازدا، وتشغل 130 ألف عامل عبر العالم وتسوق منتجاتها في 70 دولة برقم أعمال يصل إلى 15.5 مليار دولار، وتسويق 2.66 مليون وحدة في 2012 .