ليس أمر الرِّياء بالأمر المستعصي عن العلاج، صحيح أنّه يحتاج إلى مشقّة ومجاهدة أفصحت عنها عبارات الصّالحين من سلف الأمّة، فقد قال الإمام أحمد رحمه اللّه: ”أمر النية شديد”، وقال سفيان الثوري: ”ما عالجتُ شيئًا أشدّ علي من نيتي لأنّها تتقلب عليّ”، وقال يوسف بن الحسين: ”أعزّ شيء في الدّنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرّياء عن قلبي”، ولكنّه مع ذلك ليس بالأمر المستحيل، إذ من المحال أن يكلّفنا اللّه ما لا نطيق، ولذلك فإنّ من الأمور الّتي تعين العبد على علاج الرّياء. الاستعانة باللّه والتعوّذ الدّائم به: وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذات يوم فقال: ”يا أيّها النّاس اتّقوا هذا الشِّرك فإنّه أخفى من دبيب النّمل، فقال له من شاء اللّه أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النّمل يا رسول اللّه: قال: قولوا: اللّهمّ إنّا نعوذ بك من أن نُشْرك بك شيئًا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه” رواه أحمد. ومنها معرفة حقيقة الرّياء وأسبابه وقطعها من قلب العبد. ومنها النّظر في عواقب الرّياء الدّنيوية والأخروية، والحرص على إخفاء العبادة وإسرارها، وأن يكون للعبد خبيئة من عمل صالح لا يطّلع عليه إلاّ ربّه ومولاه جلّ وعلا.