الطفل بحاجة إلى عناية صحية أكثر من الراشد، لأنه عرضة لأمراض عدة، ولأن مناعته مازالت لم تكتمل. ففي حالة إصابة الطفل بمرض عدوي أو معدي مثل البوحمرون، الحميراء، النكاف، الزكام..الخ فهذا يحتاج إلى عدم إهمال ذلك، ويتطلب استشارة الطبيب بسرعة قبل تفاقم المرض أو خلق مضاعفات قد يصعب معالجتها أو قد تترك آثار للأبد. البوحمرون مرض كان في الماضي قاتلا في أغلب الحالات، بينما أصبح حاليا لا يعاني منه المصاب كثيرا إذ نادرا ما تفوق أعراضه القليل من الحمى وبعض النوبات الخفيفة من السعال والعطس زيادة على الاحمرار ليتماثل المريض للشفاء، وهذا بفضل التلقيح ضد هذا الداء منذ أن أصبح إجباريا للأطفال، وهذا ما أدى إلى تراجع انتشار هذا المرض بكثير وتفادي الإصابة به من قِبل أغلب الأطفال الذين خضعوا للتلقيحات. الحميراء داء عدوي ومعدي هو الآخر، لكنه حليم ولا يسبب معاناة كثيرة للمصاب، بينما يكمن خطره عند المرأة الحامل التي إذا تعرضت لهذا الداء في انتقال العدوى إلى جنينها الذي يتعرض لمضاعفات عدة وخطيرة، خاصة إذا حدثت الإصابة في الثلاثي الأول من الحمل، لهذا فإن المرأة بحاجة إلى القيام بالتلقيح ضد هذا الداء، حتى لا يتعرّض جنينها في المستقبل إلى مضاعفات وخيمة إذا ما أصيب بالتهاب السحايا أو المخ أو البنكرياس. فيما قد تؤدي إصابة الراشد إلى التهاب الخصية، الأمر الذي يعرض الشخص للعقم في حالة إصابة كلتا الخصيتين وعدم الخضوع للعلاج المناسب. وبالإضافة إلى البوحمرون، يعتبر الزكام كذلك داء فصليا عدويا، فهو يصيب الطفل والراشد والمسن، وقد يتنقل إلى المجتمعات المجاورة وحتى عبر القارات، وهو مرض حليم لكنه قد يعرض صاحبه لمضاعفات خطيرة كالتهاب الرئة أو القصبات التنفسية..الخ. الوقاية من هذه الأمراض تتطلب أولا التلقيح ضدها من الصغر، وثانيا القيام بالعلاج في وقته ودون تأخير، حتى لا نتعرض للمضاعفات العديدة والخطيرة.