على الرغم من أن النسخة العاشرة من بطولة كأس العالم للأندية على وشك الإنطلاق في المغرب، إلا أن الإتحاد الدولي لكرة القدم لم يتمكن في نسخاته التسع الماضية من إضفاء الجديد على بطولته، كونها تسير وفق نهج واحد وهو تكرار نموذج المباراة القارية بين بطل دوري أبطال أوروبا مع بطل الليبرتادوريس والتي كان يطلق عليها مسمى "الإنتركونتيننتال".وبإستثناء نسخة عام 2010 التي شهدت وصول فريق أفريقي للمباراة النهائية وهو مازيمبي، فإن النهائيات الأخرى لم تخرج عن تلك القاعدة، مما يعني أن البطولة بواقعها الحالي منقسمة إلى منافسة بين فرق صغيرة وأخرى من نوعية الكبار.ولا شك إن تحييد بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية عن المواجهات الأولى وحصرهما في مباراتي دور الاربعة والنهائي، يجعل المنافسات بين فرق القارات الخمس شبه مبتورة مما يعني أنها بطولة تفتقد للمنافسة العادلة بين الفرق المشاركة.وبغض النظر عن الفارق الفني بين تلك الفرق، إلا ان غياب الإحتكاك المباشر مع فرق من العيار الثقيل- وهو الأمر الذي يحلم به اللاعبونوالمشجعون- يطرح الكثير من علامات الإستفهام حول المغزى من إقامة هكذا بطولة.إلا أنه من الواضح أن الأهداف التسويقية والمداخيل المتوقعة من النقل التلفزيوني والشركات الراعية هي التي تُغري مسوؤلي الفيفا من أجل الإستمرار في إقامة بطولة بنظام غريب ووفق ضغوط أوروبية جاءت على "مزاج" الإتحاد الدولي لكرة القدم.ولعل ما يُسيء أكثر لتلك البطولة غياب الحضور الجماهيري "المعتاد" عن مباريات الدور الأول وتحديد المراكز لكون جماهير الدولة المضيفة تحصر إهتمامها بمباراتين في البطولة واللتين تجمعان بطل دوري أبطال أوروبا المعزز بنجوم يبلغ سعرها مئات الملايين.في خضم كل ذلك لن تخرج البطولة الجديدة عن هذا المفهوم، وسيبلغ بايرن ميونيخ المباراة النهائية ثم يُتوج باللقب العتيد على ملاعب عربية.تجدر الإشارة إلى أن النسخة العاشرة تنطلق يوم الاربعاء المقبل بمشاركة الرجاء البيضاوي المغربي، أوكلاند سيتي النيوزيلندي، الاهلي المصري، غوانغزو ايفرغراندي الصيني، مونتيري المكسيكي، اتلتيكو منيرو البرازيلي وبايرن ميونيخ الالماني.وتختتم فعالياتها في الحادي والعشرين من هذا الشهر على امل أن تستعيد أوروبا اللقب من أميركا الجنوبية بعد فوز كورينثيانز باللقب الاخير على حساب تشلسي كاسراً إحتكار الأوروبيين للقب لمدة خمسة أعوام.يبقى القول إن البطولة ستشهد مشاركة قياسية لكل من الاهلي واوكلاند حيث ستكون المشاركة الخامسة لكل منهما في بطولة كأس العالم للأندية.