لقد أكثر سلال من العبارات التي أثرت رصيد الجزائريين من النكت، لكن قوله إن الأمن والاستقرار عادا إلى البلد بفضل رجل واحد هو بوتفليقة، لا يرقى إلى مستوى النكتة ولا الجدية. هو تصريح لا يرقى إلى الجدية لأن شهادات من كانوا في الجبال مع مدني مزراڤ وصور فيديوهاتهم تقول إن “الرجل الواحد” إن صحت هذه العبارة لغويا وسياسيا ودينيا… الذي أقنع “الإرهابيين” سابقا و«التائبين” حاليا هو الراحل إسماعيل لعماري. سلال في حديثه عن استعادة الاستقرار والأمن ينافس في الحقيقة مدني مزراڤ وجماعته، وإذا أردنا أن نحبس الجزائر في شرعية السلاح مجددا سنجد أن جماعة مدني مزراڤ أكثر مصداقية من سلال، لأنها كانت في الميدان بينما كان سلال يتنقل بين مكاتب وزارة الخارجية قبل أن يوفد إلى سفارتنا في بوداباست بالمجر. إذن سلال يعتبر دخيلا على الملف الأمني مقارنة بمدني مزراڤ تماما مثل مجاهدي ما بعد 19 مارس 1962. لكن الجزائر ليست بحاجة لشرعية سلاح جديدة، أولا، لأن السلاح المحمول في الفترة التي يتحدث عنها سلال كان موجها ضد الشعب الجزائري وليس باسمه. وثانيا لأن الجزائر بحاجة لتجاوز شرعية السلاح، لأن السلاح حتى عندما نطق باسم إرادة الشعب الجزائري، تحول بعد الاستقلال إلى سجل تجاري لمن يتلاعبون بعقل الشعب الجزائري. ولا يرقى حديث سلال عن استعادة الأمن والاستقرار إلى مستوى النكتة، لأن استخدام الفايسبوكيين ضحايا الإرهاب للتسلية والترفيه يجعلنا مجتمعا فاقدا للذاكرة إلى الأبد، وفاقدا للمشاعر وللمسار الصحيح الذي تسير عليه الأمم الراغبة في التطور إلى الأبد أيضا. ولا ندري كيف يمكن إقناع سلال بأن الأمن والاستقرار لم يعودا بعد، لكننا ندعوه لرفع الحواجز الأمنية عن العاصمة لنتأكد كلنا إن عاد الأمن والاستقرار بفضل الرئيس أم بفضل صبر الجزائريين على طوابير الطرقات… وأخيرا نرجو أن يراجع سلال لأول مرة تصريحاته وينزع عبارة “الرجل الواحد” من قاموسه لتفادي الوثنية بعد رحيل بوتفليقة… [email protected]