تحسين الخدمة العمومية والقضاء على البيروقراطية أكد أمس، الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمام المجتمع المدني لولاية خنشلة، أن التطور الذي حققته البلاد، لا يعني أنها وصلت للقمة، وشدد على بذل مزيد من الجهد لبلوغ مكانة تليق بالجزائريين، وقال أن الفضل كله يعود للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي أعاد السلم وحافظ على وحدة الوطن. أفاد الوزير الأول، أن الجزائر قطعت أشواطا معتبرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية منذ سنة 1999، بعدما استطاعت قهر الإرهاب وإعادة الاستقرار والأمن، وقال «أن السلام عاد بعد مرارة العشرية السوداء، واستعادت البلاد استقرارها بفضل ما قام به بوتفليقة الذي أرجع السّلام وحافظ على الوحدة»، وأضاف أن الجهود المبذولة أثمرت بتطور البلاد في عدة جوانب. وقال سلال، أنه من الواجب عدم التنكر لما قام به رئيس الجمهورية منذ توليه الحكم، مؤكدا أنه بذل كل ما في وسعه لإيصال البلاد إلى ماهي عليه اليوم، مفيدا «أننا كلنا مدينون للرئيس ولا يمكن التقدم بدون قائد في المستوى واليوم هناك انجازات، واقتصادنا في تطور مستمر، وهذه حقيقة في الميدان». ودعا المجادلين أو الجحودين إلى النزول إلى الميدان. واختصر المتحدث ما وصلت إليه الجزائر اليوم، بعد حقبة صعبة، في القضاء التام على المديونية، والنجاح في خفض نسبة البطالة إلى 10 بالمائة، بعدما كانت 30 بالمائة سنة 2000، والسير الصحيح على سكة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأكد المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، أن المكاسب المحققة جاءت بفضل عودة الاستقرار،» إننا نعيش استقرارا من الصعب المحافظة عليه، ولكن يجب أن نحافظ عليه لأنه هو سر النجاح وبدونه لن يكون هناك تطور»، في إشارة واضحة إلى أن التقدم المنجز والمكاسب المحققة، جاءت كلها بعودة الأمن للبلاد، والشروع في إطلاق عجلة التنمية الشاملة في كل ربوع الوطن. ولفت سلال، إلى ضرورة مواصلة العمل من أجل الاستمرار، معتبرا أن «ما حقق لغاية الآن من رخاء لا يعني أننا وصلنا»، مؤكد أن الاستمرارية والجدية في المرحلة المقبلة ضرورة ملحة لتسحين الأوضاع والتكفل بالمواطنين على أكمل وجه، وقال أمام ممثلي المجتمع المدني، أن رئيس الجمهورية يحرص كل الحرص على تيسير يوميات المواطنين وتبني الحوار في معاملتهم قائلا» تعليمات الرئيس تشدد على تبني الحوار مع المواطنين، وتركيز النظر على النقائص لان الجزائريين يستحقون أكثر». وعاد في السياق للتذكير بأهمية تحسين الخدمة العمومية والقضاء على البيروقراطية، لإزالة الهواجس من الإداراة، معترفا أنها لم تبلغ المستوى المقبول بالنسبة للحكومة، مؤكدا ذلك بالقول» نحن كحكومة لسنا مرتاحين للخدمة العمومية لأنها لازالت ناقصة ويجب أن يذهب المواطن للشباك وهو مرتاح». وأعلن سلال أمام الحضور، أن حكومته لم تأت للقيام بحملة وإنما لتؤدي دورها في الاستماع للانشغالات، واتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة المشاكل والنقائص، ورفع وتيرة التقدم الاقتصادي، مشيرا إلى أن البلاد تحوز على كافة الإمكانيات للتقدم أكثر بفضل رجالها. وأوضح أن الدولة قررت توجيه التنمية نحو الجنوب وخصص لولاية خنشلة في هذا الإطار مبلغ إضافي إجمالي بقيمة 35 مليار دينار لتعزيز البنية التحتية، وإنجاز مشاريع تمس قطاعات الأشغال العمومية والصحة والسكن. وأخذ الوزير الأول، انشغالات طلبة جامعة «عباس لغرور»، محمل الجد، وقال أن لديهم طلب شرعي يدل على أن شباب الولاية يريد التطور «وسنأخذ كل التدابير اللازمة لمساعدتهم»، وكان بعض الطلبة قد اشتكوا للسلال حرمانهم من الالتحاق بمقاعد «الماستر»، وطالبوا بتخصيص أعداد أكبر. وبالنسبة للمتحدث، فإن خنشلة ولاية سلام، وحاضنة رجال كافحوا الاستعمار، مضيفا أن الثورة اثبتت علاقتهم الوطيدة بالوطن، وأكدت العشرية السوداء حبهم للبلاد بعدما وقفوا على غرار كل الجزائريين لمحاربة الإرهاب. ونقل سلال، لسكان الولاية تفاؤل رئيس الجمهورية، بالسنة المقبلة، وكشف «التقيت بالرئيس في الفاتح نوفمبر، وقال لا داعي للقلق هذا عام المطر والبترول»، كما أكد لهم أنه يعجب في كل مرة يزور خنشلة بالتقدم الذي تحققه.