أعلن مدني مزراڤ، الأمير الوطني السابق للجيش الإسلامي للإنقاذ المحل، تأسيس “جمعية دعوية خيرية نضالية" كما وصفها بيان تسلمت “البلاد" نسخة منه أمس. وجاء في البيان أن الجمعية التي يعتزم تأسيسها مزراڤ ستكون ذات “أبعاد إصلاحية تربوية واجتماعية"، دون أن يغفل الجانب “السياسي"، غير أن مزراڤ هذه المرة حصر الشق السياسي في"الأبعاد" خلافا للمواقف السابقة التي كان يعلن فيها نيته تأسيس حزب سياسي حين كان يأخذ من الشق الحزبي منطلقا، الأمر الذي دفعه إلى الاكتفاء في البعد السياسي بالمساهمة في إصلاحه وترقيته وأخلقته وتطعيم الساحة السياسية بالكفاءات والأفكار والبدائل، دون أن يشير إشارة واحدة إلى المعترك الحزبي الذي كان معتكفا على المطالبة به لسنوات مضت وهو ما يعني حسب القراءة الأولية أن مزراڤ يكون قد أقلع نهائيا عما كان يطمح إليه من تأسيس حزب سياسي يكون استثمارا في بقايا الفيس المحل أو أنه يكون قد فضل مراجعة مواقفه إلى الأدنى بالاكتفاء بجمعية خيرية نزولا عند مقتضيات الظروف القاهرة، وهو ما يكون قد اعتبره أفضل من البقاء عند مطلب السقف العالي دون أن يتحقق ذلك بعد ما يربو عن عقد من الزمن على دخول مزراڤ ومن معه في الجيش الإسلامي المحل في مسعى الوئام المدني والقطيعة النهائية مع النشاط المسلح، خاصة في ظل تمسك السلطة بموقف الرفض القاطع لخوضه وأقرانه المعترك السياسي من البوابة الحزبية خلافا للجمعية الخيرية التي قد تتعامل معها السلطة بشيء من المرونة وبمنطق الجمعية الفعلية النشطة في الساحة، وإن لم تحصل على الاعتماد دون الترخيص كما هو الشأن للكثير من الجمعيات في الجزائر. وقال مزراڤ في نفس البيان إن جمعيته “ستنفتح على كل شرائح المجتمع". كما أكد أبو الهيثم أن جمعيته “ستقف من الجزائريين على مسافة واحدة"، غير أن دعوته حسب ما ورد في البيان وإن وجهت لكل “الجزائريين"، فإنها استهدفت أساسا من وصفهم صاحب البيان “بأوفياء الجبهة الإسلامية الثابتين"، ورجال “الجيش الإسلامي الصادقين".