لم يعد أي شك لدى الطبقة السياسية في أن الرئاسيات المقبلة ”لن تكون مفتوحة”، مثلما ذهب إليه الأفافاس وحركة الإصلاح، ووجهت أصابع الاتهام إلى السلطة بأنها ”أغلقت الساحة السياسية وانفردت بوسائل الإعلام الثقيلة لخدمة أجندتها، دون تمكين المعارضة من النقاش السياسي في التلفزة الوطنية”. وإذا كانت أحزاب الموالاة مع دعم بوتفليقة لعهدة رابعة، فإن قيادة الأفافاس شددت بأنها ترفض أن ينتخب ”النظام” الرئيس القادم، بينما ناشدت حركة مجتمع السلم على لسان النائب الأول الهاشمي جعبوب صراحة بوتفليقة ”التقاعد من أوسع باب” وعدم الترشح للرابعة. وبين دعوة بن بيتور السلطة إلى لقاء مع المعارضة لصياغة مرحلة انتقالية، وبين طعن جهيد يونسي في مجموعة العشرين أو مجموعة ال15، واعتبرها ”خارج إطار التنافس الحقيقي مع السلطة”، شكل غول بمعية 3 أحزاب أخرى ”الفضاء الوطني”، في محاولة فهمت لتفكيك مجموعة ال37. لقاء مع الشباب ترأسه زيتوني يكتفي مجددا بإعلان دعم الرئيس بن صالح ينجح في إبعاد التجمع عن ضجيج ”الرابعة” زكت الندوة الوطنية لشباب التجمع الوطني الديمقراطي التي انعقدت، أمس، بمقر الحزب، عبد القادر بن صالح لمنصب الأمين العام خلال المؤتمر الرابع للحزب المزمع عقده يومي 24 و25 من شهر ديسمبر الجاري. ودعت الندوة في بيانها الختامي إلى مواصلة السياسة المنتهجة المتعلقة بفتح المجال أمام الشباب الراغب في النضال داخل صفوف الحزب، إلى جانب استحداث منصب أمين وطني للشباب والطلبة وإدراج ذلك في القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب. ما زال التجمع الوطني الديمقراطي يتفادى الخوض بشكل صريح في مسألة ترشيح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، ما يرشح هذا الملف ليكون أبرز رهان في المؤتمر الرابع المقرر في ال24 من الشهر الجاري بفندق الأوراسي، ويكتفي الأرندي بالتعبير عن الاستمرار في دعم الرئيس لكنه يفضل البقاء بعيدا عن صراعات المرحلة لصالح الأفالان وتاج وحركة عمارة بن يونس. غاب عبد القادر بن صالح، الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي، أمس، عن نشاط موجه لشباب الحزب، وذلك بسبب انشغال بن صالح بمراسم دفن الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لكن غياب الأمين العام بالنيابة عن هذا النشاط مثل سابقه لما تعلق الأمر بالمرأة، لا يعطي انطباعا بوجود رهانات كبيرة داخل الحزب الذي يعتقد على نطاق واسع أنه قد حسم أمره بخصوص تثبيت بن صالح أمينا عاما بعد عام من قيادته لمرحلة انتقالية في أعقاب دفع سابقه أحمد أويحيى لتقديم استقالته. ويكرر قادة التجمع الوطني الديمقراطي ”جملة سحرية” جعلت الحزب في منأى عن صراعات العهدة الرابعة، ومثلما سبق لبن صالح أن اكتفى بترديد جملة ”لقد دعمنا وندعم وسنظل ندعم الرئيس”، فإن الطيب زيتوني المكلف بالشباب والحركة الجمعوية في الهيئة المؤقتة التي تقود الحزب، قد التزم هذه القاعدة في كلمته أمس، أمام شباب الحزب بالمقر الوطني ببن عكنون قائلا ”التجمع الوطني الديمقراطي يعوّل كثيرا على مساهمة شبابنا لما يتمتع به من وعي والتزام اتجاه القضايا الوطنية، في مواصلة تحقيق برنامج التقويم الوطني تحت القيادة الرشيدة لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة”. وفي تقدير زيتوني فإن الأرندي ”اجتاز بنجاح الصعوبات التي عرفها خلال الشهور الماضية ونحن اليوم أكثر تلاحما وتآزرا لإنجاح هذا الموعد (المؤتمر الرابع) الهام في مسيرة حزبنا”، ووصف لقاء القيادة بالشباب يقول ”إنّ هذه المبادرة تكتسي بالغ الأهمية، لاسيما ونحن نستعد مثلما سبق لي الإشارة إليه، إلى عقد مؤتمرنا الرابع الذي سيتم أثناء أشغاله مناقشة ثم اعتماد مختلف اللوائح التي شكلت قبل ذلك موضوع إثراء من طرف المؤتمرات الولائية والجهوية”، وأضاف إن ”التجمع الوطني الديمقراطي سيسعى دوما إلى ترسيخ الديمقراطية التشاركية والسهر على تأطير الشباب المنخرط في صفوف حزبنا وإعطائه الفرصة لاعتلاء مناصب قيادية على مستوى هيئات وهياكل الحزب”. ويعتبر اللقاء مع شباب الحزب أحد النشاطات الأخيرة التي قررتها القيادة قبل المؤتمر الرابع، وكان واضحا أن لا رهانات كثيرة بين قادة الصف الأول على أساس أن الفصل في أمر بن صالح قد اتخذ وبقي فقط إعلان تشكيل المجلس والمكتب الوطنيين في مؤتمر سيعقد في الأوراسي.