قلّل الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس، من قيمة رؤساء الحكومات السابقين عندما كان يتحدث عن إنجازاته طيلة عام وأيام من استلامه أمور الحكومة، قائلا: ”قمت بزيارات تفقدية ل38 ولاية لم يقم بها أحد من قبل وأتحدّى أن يقوموا بها”. كما بدا واضحا سلال في كلامه عن الاستحقاق الرئاسي المقبل: ”لسنا حكومة مهزلة ودرسنا بصورة جيدة آفاق 2014، وصحيح أنها سنة حاسمة لكننا مرتاحون”. اختار عبد المالك سلال أن تكون ولاية ڤالمة، التي زارها أمس رفقة 11 وزيرا، محطة ل«يبيّض” صورته أمام رئيسه عبد العزيز بوتفليقة والشعب الجزائري، و«يسوّد” فترات رؤساء الحكومات السابقين، وإن كان يقصد فترة تولي بوتفليقة الحكم، فالمعنيون هم علي بن فليس وعبد العزيز بلخادم وأحمد أويحيى وإسماعيل حمداني (6 أشهر فقط) وأحمد بن بيتور، والأكثر استهدافا من قِبل سلال فهم طبعا بن بيتور وإسماعيل حمداني وعلي بن فليس، بصفتهم الأكثر انتقادا لنظام بوتفليقة وحكومة سلال. وتبيّنت عملية ”تبيض” سلال ل«مرحلة تسييره” للحكومة منذ 15 شهرا تقريبا، عندما قال إنه سيقدّم حصيلة إنجازاته التي لا تشوبها ”مشاكل”، وإنما كانت كلها مشاريع لبعث الأمل في نفوس الجزائريين من خلال إعادة بعث الروح في مجالي الاقتصاد والفلاحة، موضحا أن ”البلاد تعيش استقرارها ومتجهة نحو بناء اقتصاد قوي، وسنواصل في دعم الجبهة الاجتماعية دون كراهية وثقافة الحقد”. ويحمل الجزء الثاني من حديث الوزير الأول، الذي أراد أن يكون دون قراءته من الورق، أهمية كبيرة ويحمل أكثر من رسالة سياسية، لما تطرّق إلى سنة 2014 التي ستشهد انتخابات رئاسية يكثر حولها الجدل بالخصوص عن العهدة الرابعة لبوتفليقة، فقال سلال: ”لسنا حكومة مهزلة، بل نحن دارسون لآفاق 2014 بصورة جيدة، وإنجازات الرئيس بوتفليقة واضحة جدا، وإن كانت هنالك أخطاء فهي طفيفة”، مردفا ”ستكون 2014 سنة حاسمة، لكن ضميرنا مرتاح”، فهل يقصد سلال ”ضمير” الرئيس بوتفليقة الذي قال إنه سيحدد ترشحه لعهدة رابعة من عدمه؟ في جانب مغاير، كشف سلال أن الحكومة لن تتسامح مع مختطفي الأطفال وستقف في وجه هؤلاء المجرمين بكل قوة، مشيرا إلى أن ”كل شخص يختطف طفلا فكأنما يختطف ابنا وابنة لي، واللّه لن نتسامح معهم”. وعاد إلى الاحتجاجات التي تشهدها مختلف ولايات الوطن قائلا: ”المواطنون لهم الحق في الاحتجاج للمطالبة بحقوقهم، لكن ليس بالعنف والتكسير”.