نفى وزير الاتصال، عبد القادر مساهل، وجود علاقة بين السياسة وقرار المملكة المتحدة ترحيل عبد المؤمن خليفة نحو الجزائر. وقال ”إنه موضوع احترام قوانين ولا دخل للسياسة فيه”، وأوضح أن هذا الترحيل ”أعطى مصداقية للعدالة الجزائرية”. وذكر مساهل، أمس، في ندوة صحفية مشتركة مع وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، بالعاصمة، أن قضية الخليفة ”الآن مطروحة أمام العدالة الجزائرية التي ستقوم بعملها بكل استقلالية وشفافية ومهنية”، ولم ينف الوزير في ملف آخر وجود عملية ”تركيب” لصور الرئيس بوتفليقة في لقائه الأخير برئيس الوزراء الفرنسي جون مارك أيرولت، مؤكدا وجود فريق من القناة الفرنسية ”فرانس 2” خلال الاستقبال، وذلك في تعليقه على مصدر الصور التي بثتها حصة في قناة ”كنال بلوس” الشهيرة: ”أمر عادي أن يتم تصوير لقطات من زوايا مختلفة ولم تكن هناك أية نية لتوظيف الصور”. وفي شأن العلاقات مع باريس قال وزير الخارجية رمطان لعمامرة، إن فرنسا اتخذت إجراءات وصفها ب”الاستثنائية في لغة الدبلوماسية” لتجاوز الحدث الدبلوماسي الذي تسببت فيه تصريحات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وبدا راضيا إلى أبعد الحدود إزاء الخطوات التي اتخذتها الخارجية الفرنسية قائلا: ”أحسسنا أن النية كانت راسخة من شركائنا الفرنسيين لاحتواء الأزمة”، وعلق يقول ”العلاقات بين الجزائروفرنسا كثيفة جدا جدا ومشحونة عاطفيا ولا يمكن أبدا أن تكون علاقات يحكمها الهامش”. ورفض لعمامرة التعليق على ردود الفعل الشعبية والحزبية بشأن تصريحات هولاند، مكتفيا بترديد أنه ”كانت هناك ردود فعل من الرأي العام من هذا وذاك لكننا في ديمقراطية وعلينا احترام كل الآراء”، ولفت في السياق نفسه بخصوص ملف مالي ومدى توافق الجزائروفرنسا بشأنه: ”الجزائر ساعدت بكل إمكانياتها اللازمة الأشقاء في مالي وفي إنجاح مهمة الأممالمتحدة وبالتالي مهمة سيرفال”، واعتبر لعمامرة أن الأمر يتعلق بإنجازات دبلوماسية وصفها كالآتي: ”نحن من مدرسة الدبلوماسي بوتفليقة”. واستاء لعمامرة مما سماه ”إخراج تصريح له من سياقه” بخصوص الملف الأمني في ليبيا استباقا لزيارة الوزير الأول للبلاد اليوم إلى ليبيا: ”أبدا لم أقل إن دولة ما لديها مسؤولية في هجوم تيڤنتورين، الذي قلته أن هناك فارقا بين دولة ترغب في تأمين الحدود ولا تستطيع فعل ذلك، ودولة لا ترغب أصلا في تأمين حدودها”، ورفض نفس المتحدث الخوض في شكل الوصف الذي تحبذه الجزائر للنظام المصري القائم حاليا ”الجزائر تعترف بالدول وليس بالحكومات والأنظمة، علاقاتنا مع الإخوة في مصر تاريخية وعميقة”، وقال ”الجزائر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، قد يكون لنا مما يجري هناك رأي، أو تحليل أو أفكار نتقاسمها مع أشقائنا فيما يتعلق بالأمور السياسية والأمنية”. ولم يعلق لعمامرة على أنباء قال إنه غير متأكد من صحتها تتعلق ببناء الحكومة المغربية لسياج بالقرب من الحدود الجزائرية، لكنه اعتبر أن الحكومة المغربية سيدة على كل ما يتعلق بأراضيها، وشدد لعمامرة في ملف آخر أن قناصلة الجزائر وسفراءها تلقوا تعليمات مشددة ب”السهر على كرامة الجزائريين أينما وجدوا سواء كانوا مسافرين بشكل قانوني أو غير قانوني”، وكشف عن وجود أربعة مساجين جزائريين في العراق استفادوا من عفو رئاسي ”علمنا بذلك رسميا وأن بعضهم غادر الأراضي العراقية أصلا”، مشيرا إلى وجود ”حل لقضية مساجين الجزائر بالتوافق مع الرئاسة العراقية”.