كشفت مصادر مطلعة من الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية سعي أطراف ضاغطة من أجل حرمان الديوان، شراء آلات طبع حديثة، واستبدالها بتلك التي تعود لعام 1950، و1986 والتي كانت سببا في وجود بعض الأخطاء المطبعية في الكتب المدرسية، وتحاول هذه الجهات تهريب أكبر قدر ممكن من حصص طبع الكتاب نحو مطابع خاصة وحرمان الديوان من تحقيق أرباح إضافية، بالرغم من قدرة الديوان على اقتنائها بفضل رقم أعمال قدر ب 830 مليار سنتيم. * وتكشف معطيات وأرقام متحصل عليها تؤكدها جهات نقابية من الديوان، وجود مضايقات من قبل أشخاص لا يمثلون الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، تسعى لحرمان هذه الهيئة التابعة لوزارة التربية الوطنية، اقتناء آلات طبع حديثة، واستبدال بتلك المعمول بها والتي تعود لسنة 1950 الموجودة بمطبعة بلوزداد، تعود إلى الحقبة الاستعمارية، حيث كانت ملكا لأحد المعمرين، لا تزال وزارة التربية الوطنية ممثلة في الديوان تعمل بها في طبع الكتب المدرسية، إلى جانب العمل بآلات أصبحت قديمة بفعل الضغط عليها بسبب احتياجات الوزارة للكتاب المدرسي ووصول عدد الكتب المطبوعة بفعل تصحيح المنظومة التربوية إلى ما يزيد عن 23 مليون كتاب مدرسي، ففي مطبعة العاشور بالعاصمة تم اقتناء آلات منذ عام 1986، أي منذ 24 سنة، لكن وبفعل الضغط عليها، عَملت وطبعت ما يمثل فترة 60 سنة، وأصبحت لا تتماشى ومقاييس الطباعة الحديثة، وتقول المصادر التي أوردت الخبر ل "الشروق"، أن هذه الآلات تقف وراء سلسلة الأخطاء المطبعية في الكتب المدرسية. * وتسعى هذه الأطراف لتعطيل إنتاج الكتاب المدرسي، وذلك بالضغط على الإدارة التقنية من أجل عرقلة آلة الإنتاج بوحدتي العاشور وأول ماي، وهو ما يضع الديوان أمام حتمية اللجوء إلى المطابع الخاصة لتوفير الكتب المطلوبة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى توسيع دائرة المناولة. * وتؤكد مصادر مطلعة من الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، أن هذه الجهات هي نفسها التي عارضت وبشدة حرمان الديوان، قرار تكليفه المطابع الخاصة مباشرة عن طريق المناولة، دون إحالتها على المطابع العمومية الأخرى التي كانت تستعمل سعر محدد ب 0.73 دينار للصفحة الواحدة، لينتقل بعدها السعر إلى 0.62 دينار للصفحة الواحدة، بعد إشراف الديوان على المناولة بنفسه، مما مكّن الديوان من تحقيق أرباح قياسية مقدرة، ب 26 مليار سنتيم، وهو ما أزعج بعض الأطراف التي كانت تجني أرباحا على حساب مصلحة الديوان بعد إحالة الطبع على مطابع عمومية هذه الأخيرة التي تحولها إلى مطابع خاصة. * وكشفت مصادرنا أن هذه الأطراف ضايقها أيضا أمر شراء الديوان لشاحنات نقل الكتاب المدرسي في 48 ولاية، مع العلم أن الديوان استلم الخميس الماضي 10 شاحنات جديدة مكلفة بنقل الكتب المدرسية، في انتظار أن يصبح لكل فرع بكل ولاية شاحنة لنقل الكتب المدرسية عوض تأجير الشاحنات بملايير الدينارات. * وتتعدّى مهام الديوان بعد الطبع إلى التوزيع، وتشمل الكتب المدرسية وشبه المدرسية، وكذا الوسائل البيداغوجية المدعمة، ويطبع الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية ما بين 20 إلى 25 مليون كتاب مدرسي في السنة، من مجموع 60 مليون المقررة توزيعها خلال الموسم الدراسي 2009/ 2010، لمختلف الأطوار والتخصصات. * * الفرع النقابي للديوان يطالب بتدخل الوزارة من أجل شراء الآلات * ندد الفرع النقابي لعمال الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، لما أسماه بالتصريحات المشبوهة لبعض الأطراف التي تروج بأن الديوان ليس بحاجة إلى آلات مطابع جديدة، وأكد الفرع النقابي على لسان رئيسه جمال مدايني في تصريح للشروق اليومي، أن الديوان بحاجة اليوم مع ارتفاع حاجة الوزارة إلى طبع الكتب المدرسية بالنظام الجديد إلى آلات طبع جديدة، مؤكدا بأن هذه الأطراف ألفت إفلاس المؤسسات وغلقها. ووجه المتحدث دعوة لكل العمال إلى التصدي بحزم إلى ما أسماهم بمعاول الهدم، وأكد المتحدث أن آلات الطبع الموجودة في بلوزداد أكل عليها الدهر وشرب، وهي موجودة منذ الحقبة الاستعمارية، إلى جانب اهتراء الآلات الموجودة بالعاشور بسبب الضغط عليها، لكثافة الكتب المدرسية. * * مؤشرات وأرقام * * رقم أعمال الديوان 830 مليار سنتيم * * أرباح الديوان 26 مليار سنتيم * * عدد عمال الديوان 1650 عامل * * عدد عمال مطبعة العاشور 800 عامل * * عدد الكتب التي يتم طبعها سنويا 23 مليون كتاب * * يتوفر الديوان على آلات تعود لعام 1950 موجودة بمطبعة بلوزداد * * تاريخ اقتناء الآلات الموجودة بمطبعة العاشور تعود لسنة 1986 * * سعر المناولة الحالي للديوان 0.62 دينار للصفحة الواحدة * * الديوان يتوفر على 10 شاحنات ويسعى لاقتناء لكل ولاية شاحنة * * يطبع الديوان ما بين 20 و25 مليون كتاب مدرسي * * يتوفر الديوان أيضا على 4 مراكز جهوية و48 مركزا ولائيا للتوزيع والتوثيق البيداغوجي. * * يتوفر الديوان على 27 مركز بيع، على أن تتكفل هذه المراكز بتوزيع منتوجات الديوان على المؤسسات التربوية.