حتفلت الولاياتالمتحدة، أمس، بذكرى مولد المناضل الأسود مارتن لوثر كينج، وهو الاحتفال الذي أقره الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، تخليدا لذكرى أحد أشهر المدافعين عن الحريات والمساواة فى تاريخ النسانية الحديث، ويعرف ب"يوم كينج"، الذي خصص له يوم الاثنين فى الأسبوع الثالث من يناير كل عام.وفي عام 2011، وفي حكم أول رئيس أمريكي من أصول إفريقية، لم يغب عن الرئيس باراك أوباما أن يقيم نصبا تذكاريا ضخما للرجل الذي يعتبر أوباما نفسه تجسيدا لحلمه وتطبيقا لمقولته الشهيرة "لدي حلم"، وبذلك سجل لمارتن لوثر مكانه بين تماثيل الرموز التاريخية الأمريكية التى تمتلئ بها العاصمة الأمريكيةواشنطن.واختيرت ضفة نهر الباتوماك لتكون موقعا للتمثال الخاص بكينج، ووضع بين النصب التذكاري لثالث رؤساء أمريكا توماس جيفرسون الذي كتب إعلان الاستقلال للولايات المتحدة، وملهم الدستور الأمريكي، وبين النصب التذكاري للرئيس السادس عشر لأمريكا وموحدها إبراهام لينكولن. التف الأمريكيون حول تمثاله الذي يبلغ ارتفاعه نحو 30 قدما، ويصور هيئة مارتن لوثر كينج التى اعتاد بها أن يخاطب الجماهير، وفى خلف التمثال صمم جبل يرمز ‘لى المشاق التى تحملها للدفاع عن حقوق الأمريكيين من الأصول الإفريقية، ووأد العنصرية في المجتمع الأمريكي.صنع التمثال من الرخام الأبيض، أما المفاجأة فكانت أنه "صنع في الصين"، إذ لم تجد أمريكا فى كل ولاياتها من تسند إليه هذا العمل، واستعانت بنحات صيني وهو "لاي يكزين".وتكلف تخليد مارتن لوثر كينج فى هذا الموقع نحو 120 مليون دولار .. إذ عمل النحات الصيني على صنع هذا العمل داخل مقاطعته في جنوبالصين، ثم أرسلت إلى ميناء بولتيمور الأمريكية في شحنة تصل لنحو 150 كتلة جرانيت، تزن 1600 طن، ثم قام 100 من الخبراء بتجميع القطع فى المكان المخصص للنصب التذكاري لمارتن لوثر كينج، والذي دون على ظهره النحات العبارة الشهيرة "صنع فى الصين".