نصب امس باراك أوباما (47 عاما) في مبنى الكابيتول بواشنطن، ليكون الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة خلفا ل جورج بوش الذي يغادر البيت الأبيض كأحد أقل رؤساء البلاد شعبية، تاركا لخليفته حربين وأزمة مالية حادة وتحالفات دولية متصدعة. وحضر الحفل الذي بدأ أول مرة عام ,1837 مباشرة أو على شاشات التلفزيون، أكثر من مليوني شخص يقفون في المسافة التي تفصل الكابيتول عن نصب لينكولن، وهو المكان الذي ألقى فيه مارتن لوثر كينغ خطابه الشهير عام .1963 وهذه الاحتفالية التي تجري عند الواجهة الغربية للكابيتول، ستكون الأغلى في تاريخ البلاد بكلفة 160 مليون دولار ربعها تقريبا يدفعه أوباما. وسلم بوش الرئاسة في حفل حضره كبار المسؤولين بمن فيهم نائبه ديك تشيني، لكن هذا الأخير سيشارك في المراسم قعيدا على كرسي متحرك بعد أن أصيب امس بتمزق عضلي. وخلال خمس سنوات فقط، قفز أوباما من منصبه كسيناتور عن ولاية إلينوي غير معروف كثيرا، إلى أول رئيس أميركي أسود، أقنع الأميركيين بقدرته على قيادة بلادهم رغم قلة خبرته نسبيا . وجرى حفل تنصيب الرئيس ال 44 المحاط بإجراءات أمنية غير مسبوقة مليء بالرموز عند مبنى الكابيتول الذي شيده العبيد. واستعمل أوباما اسمه الثلاثي الكامل، ولم يسقط اسم (حسين) كما فعل في الحملة الانتخابية، ونطق بكلمات القسم ال 35 على نسخة من الدستور استعملت في حفل تنصيب لينكولن عام ,1861 لكن أوباما الذي ذهب باكرا صباح امس إلى الكنيسة كما جرى التقليد يوم التنصيب، أثار غضب بعض الليبراليين لأنه دعا الأسقف الإنجيلي ريك وارن المعروف بمعارضته للمثليين، لتلاوة صلاة التضرع خلال الحفل، وفور انتهاء الاحتفال الذي جرى في حدود الرابعة والنصف مساء بتوقيف غرينتش، هبط بوش وزوجته كمواطنين عاديين درجات سلم الكابيتول، وتنقلا إلى قاعدة أندروز ليقفلا عائدين إلى تكساس من حيث قدما. ومن أهم صور حفل التنصيب، خطاب الرئيس الجديد الذي يحدد برنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي ونظرته إلى كبريات القضايا، ليتوجه لتناول الغداء في الكابيتول، ثم يتحرك موكبه في شارع بنسلفانيا أفنيو لتحية الجماهير في سيارة صنعت خصيصا لفترته. ويتوقع أن يبدأ الرئيس الجديد أول أيام عمله الأربعاء بتوقيع مرسوم سحب القوات الأميركية من العراق، وهي عملية تستمر 16 شهرا. ويدخل أوباما البيت الأبيض معززا بأغلبية في غرفتي الكونغرس، استرجعها الديمقراطيون لأول مرة منذ ,1994 لكنه يستلم تركة ثقيلة، فداخليا تواجهه أزمة اقتصادية حادة وترليون دولار عجز فدرالي ومخاوف من انهيار بنوك أخرى، وفي الخارج تحالفات تصدعت وصورة سيئة لأميركا بسبب حربي أفغانستان والعراق وصراع عربي إسرائيلي كانت آخر حلقاته حربا على غزة. وقد أكد أوباما لأنصاره ثقته في تجاوز الأزمة، لكنه حذرهم أيضا من أن ذلك لن يحدث قبل أن يمر البلد بالأسوأ