المطالبة بالإفراج عن 15 ميزابيا موقوفا دخل الوضع في مدينة غرداية مرحلة جديدة من التعفن، بعد أن شارك الآلاف من مستخدمي الإدارات العمومية في إضراب عام في كل من غرداية والڤرارة، وتوقفت الدراسة بصفة شبه كلية في 3 بلديات، وطالب أعيان من حي الشعبة بتوفير الحماية لهم بعد تعرض الحي، على حد قولهم، لعمليات تخريب واسعة النطاق. عاشت مدينة غرداية حالة من الهدوء الحذر في ظل بقاء تجمعات الشباب في بعض الأحياء، وساهمت التعزيزات الأمنية التي وصلت مؤخرا في فرض هدوء نسبي في المدينة، التي فقدت كل أشكال الحياة بسبب إضراب التجار المتواصل، وكذا قرار مقاطعة الدراسة ومقاطعة الإدارات العمومية. ودعت أكثر من 40 جمعية حي في 6 أحياء يقيم بها عرب بمدينة غرداية، إلى مواصلة مقاطعة الدراسة ومقاطعة العمل في الهيئات الإدارية للحفاظ على أرواح الموظفين والعائلات، وبررت قرارها بتعرض بعض الأحياء للهجمات. وأشار بيان لتنسيقية المجتمع المدني لحي ثنية المخزن، إلى مقاطعة الدراسة والعمل في الإدارات، وذهبت جمعيات أحياء في الحاج مسعود وسيدي اعباز ومرماد وعين لوبو وشعبة النيشان في نفس الاتجاه، ودعا بيان أصدره مجلس الشباب المالكي الحر إلى مقاطعة الدراسة وعدم الالتحاق بمواقع العمل في الإدارات ومقاطعة التجار الميزابيين، وطالب بتوفير الأمن في مختلف أنحاء المدينة والتحقيق في أعمال العنف الأخيرة في المنطقة. ويتسق البيان الأخير الذي علق في عدة أحياء يقيم فيها العرب، مع بيانات أصدرها أعيان من حي ثنية المخزن وحي الحاج مسعود وحيي العين وشعبة النيشان، تدعو إلى مقاطعة الدراسة وعدم الالتحاق بمناصب الشغل في مختلف الإدارات. وأدى هذا الوضع إلى شلل كبير في عمل الكثير من المصالح الإدارية بغرداية، ويطالب أعيان الأحياء التي يقيم فيها العرب بالتحقيق في عدة أحداث، أهمها ما وقع في ثانوية مفدي زكريا وعمليات التخريب التي تعرضت لها البيوت في حي شعبة النيشان، حيث قال مواطنون وأعيان من حي شعبة النيشان وعين لوبو، إن ملثمين هاجموا عدة بيوت ليلة أول أمس ونشروا حالة من الرعب في الحي. وفي بلدية الڤرارة التي بدأت فيها أعمال العنف، يوم 22 ديسمبر، شل إضراب دعا إليه أعيان العشائر المالكية أغلب المرافق الإدارية وحتى المؤسسات التربوية، ما أدى إلى وقف الدراسة وتوقف أغلب المصالح الإدارية. وطالب المضربون بإلغاء قرار المديرية العامة للأمن الوطني نقل أكثر من 40 شرطيا من الڤرارة إلى مناطق أخرى، ويواجه عشرات الآلاف من تلاميذ المدارس وطلبة الثانويات مصيرا مجهولا، في وقت تزداد الأمور تعقيدا. فبعد إضراب التجار المتواصل، وهو الأطول في تاريخ المدينة، يشارك الآن آلاف المستخدمين في الإدارات والمؤسسات التربوية في إضراب جديد، حوّل غرداية إلى مدينة أشباح. ويقول مصدر مسؤول من ولاية غرداية إن الحديث عن إضراب في الإدارات غير واقعي، لأن أغلب المصالح الإدارة مفتوحة أمام المواطنين رغم عدم التحاق عدد كبير من المستخدمين بمناصبهم. وأعاد مصدرنا سبب الغيابات الكثيرة إلى نقص الأمن وخوف عدد كبير من المستخدمين من التنقل من أجل الوصول إلى مناصب عملهم. أعيان ميزاب يتهمون الشرطة بتلفيق التهم ل15 موقوفا قال ممثلون عن تجار غرداية الميزابيين إن عددا كبيرا منهم قرر نقل نشاطه إلى ولايات أخرى، بسبب انعدام الأمن وغياب الجدية لدى السلطات لتوفير الأمن وإيقاف المتهمين بإثارة أعمال العنف، وهدد عدد من أقارب موقوفي أحداث غرداية من الميزابيين بالاحتجاج إلى غاية الإفراج عن أقاربهم، وطالب أعيان ميزابيون بالإفراج فورا عن 15 موقوفا وجهت لهم الشرطة تهما جنائية. وقال أعيان من أحياء ميزابية عدة إن الشرطة لفقت للموقوفين تهما بطرق غير قانونية، وتم اعتقال أغلبهم بعد أن تنقلوا للعلاج في مستشفى غرداية. وقال أقارب موقوفين إن كل التهم الموجهة لأقاربهم غير مبنية على أية وقائع أو أدلة، وطالبت لجنة التنسيق والمتابعة للميزابيين مجددا بالتحقيق في أداء الشرطة، وأشارت إلى المثير في أعمال التخريب هو تقاعس الشرطة عن أداء مهامها. وحدة متنقلة للشرطة القضائية تصل غرداية وصل، مساء أول أمس، عناصر وحدة متنقلة للشرطة القضائية إلى غرداية، من أجل المساهمة في التحقيقات حول الاعتداءات وأعمال العنف التي وقعت في غرداية، وبدأ عناصر الوحدة المتنقلة في العمل بوسط المدينة، حيث نفذت المجموعة عدة عمليات مداهمة وتفتيش لبعض المواقع المشبوهة. وقال مصدر من أمن ولاية غرداية إن الوحدة المتنقلة ستبقى في غرداية حتى بعد استتباب الأوضاع الأمنية لتوفير المزيد من القوات المتخصصة في مكافحة الجريمة.