خرج عشرات المدنيين، اليوم، من الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حمص، والتي تحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من 600 يوم، أثر اتفاق أشرفت عليه الأممالمتحدة. ويشكل هؤلاء المدنيون، وهم من الأطفال والنساء والمسنين، دفعة أولى من نحو ثلاثة آلاف شخص ما زالوا يقيمون في هذه الأحياء المحاصرة منذ يونيو 2012, وأظهرت لقطات عرضتها قنوات تلفزيونية، حالة من التعب والوهن على وجوههم، وكان بعضهم ممدا على حمالات طبية.ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن الممثل المقيم للأمم المتحدة، يعقوب الحلو، قوله: إن أكثر من 80 طفلا وامرأة ورجال كبار في السن تمكنوا من الخروج من حمص القديمة، مشيرا إلى مواصلة هذا العمل مع الحكومة السورية التي قدمت جميع التسهيلات والمستلزمات الطبية والإغاثية.وخرج هؤلاء المدنيون على متن ثلاث حافلات كبيرة لنقل الركاب، رفعت شعار منظمة الأممالمتحدة للهجرة، وصلت إلى نقطة تجمع خارج حمص القديمة، برفقة سيارات تابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري. ولم يتمكن الصحفيون من الاقتراب من الحافلات أو التحدث إلى المدنيين.وأعلنت الأممالمتحدة أنه تم اليوم، إجلاء 83 مدنيا من أحياء حمص القديمة في وسط سوريا، خلال هدنة إنسانية تستمر ثلاثة أيام أبرمت بين طرفي النزاع.من جانبه، قال مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة، فرحان حق، إن الناس الذين تمكنوا من المغادرة هم نساء وأطفال ومسنون، مشيرا إلى أن العملية ما تزال جارية.وأضاف حق، أن هؤلاء الأشخاص نقلوا إلى أماكن اختاروها بمواكبة الأممالمتحدة والهلال الأحمر السوري.ولم يكن في وسع المتحدث أن يحدد موعدا لدخول المساعدة الإنسانية إلى حمص المحاصرة. وقال: المحادثات ما زالت جارية في هذا الشأن.وكانت لقطات تلفزيونية ألتقطت في مكان تجمع الخارجين من حمص القديمة، أظهرت عمال إغاثة يساعدون مسنين على المشي، وقد وضعوا على أكتافهم أغطية من الصوف. كما بدت مسنة ممددة في داخل سيارة إسعاف، في حين يقوم متطوعو الهلال الأحمر بمساعدتها.كما بدا في المكان عاملون في برنامج الأممالمتحدة للأغذية يرتدون سترات واقية من الرصاص زرقاء اللون، وسيارة بيضاء رباعية الدفع عليها شعار المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.وظهر في خلفية اللقطات بعض المباني المدمرة في الأحياء القديمة في حمص التي تعد "عاصمة الثورة" ضد نظام الرئيس بشار الأسد.بدوره، أعلن محافظ حمص طلال البرازي، أن من سيسمح لهم بالخروج هم الفتية دون ال15، والرجال فوق الخامسة والخمسين، والنساء، مضيفا "غدا ستكون أول دفعة من المساعدات الإغاثية والغذائية التي سيتم تحديدها اليوم، ستدخل إلى المحتاجين إليها في بعض أحياء المدينة القديمة".وقال الشيخ أبو الحارث الخالدي، المسؤول عن المدنيين داخل الأحياء المحاصرة، عبر الانترنت: إنه سيتم غدا إدخال دفعة مساعدات إغاثية للعوائل والمدنيين، على أن يتم الأحد إخراج الدفعة الثانية، وهي من العوائل.تأتي هذه العمليات الأولى من نوعها منذ يونيو 2012، ضمن اتفاق أعلن عنه أمس، بإشراف الأممالمتحدة. وقال ناشطون معارضون إن الاتفاق يتضمن اتفاقا غير معلن لوقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام.