يعرّض التمرد الذي تقوده "طالبان" والحكومة الأفغانية في آن معاً، للخطر، 12 عاماً من الجهود الداعمة لحقوق المرأة في هذا البلد. فإن كما يقول المناصرون والداعمون لحقوق المرأة. فقد شهدت البلاد سلسلة من الهجمات العنيفة للمتمردين على نساء أفغانيات في مواقع قيادية. وأعرب المناصرون لحقوق المرأة عن قلقهم إزاء أخبار جرى تداولها عن أن الرئيس حامد كرزاي يتفاوض مع طالبان من أجل التشدّد مع النساء، إضافة إلى موافقة البرلمان على تجريد المرأة من الحماية القانونية.وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، يرى المناصرون لقضايا المرأة في أفغانستان، بأن هناك تحديان محتملان تواجههما المرأة الأفغانية هذا العام. أولاً الفشل في إنجاز الإتفاقية الأمنية طويلة الأمد مع الولاياتالمتحدة، الأمر الذي سيؤدي إلى رحيل القوات الدولية والأميركية ومنظمات الإغاثة.والتحدي الثاني هو الإنتخابات الرئاسية التي ستجري في نيسان (أبريل)، لاختيار خلف لكرزاي، وتأييد معظم المرشحين ال11 لوجهة نظر طالبان بخصوص التشدد مع النساء.وقالت هوما صافي، الناشطة في منظمة "المساواة من أجل الديمقراطية والسلام" إنه في كل مرة نركز على حماية المرأة يقومون هم بتمرير قوانين أخرى ضدها".وأثار مقتل أربعة من ضباط الشرطة النسائية وعمليات الخطف التي تتعرض لها النساء، ومحاولات اغتيال عضوات في البرلمان، مخاوف من أن تزيد طالبان استهداف النساء من خلال التعنيف والترهيب. كما يتوقع المدافعون عن حقوق النساء في أفغانستان بأن يزيد الوضع سوءاً وأن تتسع دائرة الخطر.وتم مؤخراً إلغاء ربع المقاعد المخصصة للنساء في المحافظات، غير أن ضغط نشطاء حقوقيين قاد إلى الحفاظ على كوتا للنساء بنسبة 20% بدلا من 25%.وتكمن الخطورة الأكبر، في اقتراحات قوانين من شأنها أن تسهّل للأب ترتيب زيجات بناته، وتعطيه حق الوصاية على أطفاله. وكذلك حظرت المحاكم في البلاد شهادة أفراد الأسرة ضد بعضهم، وهذا الحظر من شأنه أن يجعل ملاحقة العنف الأسري وحالات التعنيف مستحيلاً تقريباً. وهناك مؤشرات على إمكانية تمرير كل هذه التدابير، على الرغم من رفض الرئيس كرزاي التوقيع عليها.ورغم هذا المشهد السوداوي، أكد نادر نادري، مدير وحدة البحث والتقييم الأفغانية، أن "المرأة اكتسبت قوة سياسية من خلال بناء التحالفات". وأضاف "تشكل النساء الآن صوتاً جماعياً إن لم يكن حركة كاملة، لذلك سيكون من الصعب على أي سياسي تجاهلهن".وفي القسم المتعلق بأفغانستان في تقرير أصدرته "هيومن رايتس ووتش" عام 2013 حول حقوق النساء في العالم، قالت المنظمة "تراجع الاهتمام الدولي بأفغانستان بسرعة، هذه فرصة لمعارضي حقوق المرأة لكي يتراجعوا عن إحباط التقدم المحرز منذ نهاية حكم طالبان".