أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” في عددها الصادر أمس إلى أن فشل الجولة الثانية من مفاوضات الحل السياسي مردها رفض روسيا مناقشة مسألة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم، مثلما اقترحه وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية جون كيري الذي سعى إلى نقل رسالة الرئيس باراك أوباما إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يقرب بين وجهات نظر الدولتين حليفتي طرفي النزاع عبر إقناع موسكو لإقناع دمشق بعدم ترشيح الأسد لانتخابات رئاسية القادمة. غير أن اعتبار موسكو مسألة ترشح الأسد للرئاسة من عدمها شأنا سوريا داخليا لا يمكن لروسيا أن تقول فيها كلمتها كان السبب في عدم تحقيق مفاوضات الحل السياسي لأي نتيجة تُذكر، فيما أكد المراقبون صعوبة التوصل لنتائج إيجابية في ظل استمرار التباين في مواقف موسكو وواشنطن، ما دفع إدارة البيت الأبيض للبحث عن سبل سياسية جدية لإيجاد مخرج يُنهي الأزمة المسلحة في سوريا وتجنب حق النقض الروسي، ومن ضمن السبل المقترحة إحالة الملف السوري على الأممالمتحدة أو مجلس الأمن، وفقا لما أكده نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية. وبينما أكد الوسيط الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي استمرار المساعي الدبلوماسية لبعث المفاوضات ضمن جولة ثالثة، أكدت مصادر من الائتلاف المعارض أن الجيش الحر يعتزم خوض معركة ميدانية تهدف إلى قلب موازين القوى على الأرض، وهو ذات ما أكده رئيس الهيئة السياسية المعارضة أحمد الجربا الذي صرح أمس من داخل مدينة إدلب التي يسيطر على أجزاء منها الجيش الحر، أن الجماعات المنتمية للجيش المعارض سيتم تزويدها بعتاد عسكري “نوعي وبكميات مهمة تسمح له بتحقيق النصر عسكريا على الأرض”، مضيفا في سياق خطابه خلال الزيارة المفاجئة أن الائتلاف لن يقبل بأقل من رحيل النظام القائم في سوريا، “لا يمكن أن نرضى بأي حل سياسي يكون الأسد جزءا منه فلا مكان للمجرمين في سوريا الحرة التي نسعى إلى بنائها”، كما أشار إلى أن عددا من الدول الراعية للائتلاف تعهدت بدعمه عسكريا. وهو ذات ما ذهب إليه وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ الذي أدلى بتصريحات صحافية مفادها أن أجهزة تجميع المعلومات البريطانية على علم بقيام عدد من الدول الداعمة للمعارضة بتزويدها بالعتاد العسكري، نافيا في السياق أن تكون بلاده من ضمن الدول المانحة للأسلحة للجماعات المعارضة السورية، وإن لم يخف إمكانية تغير موقف بريطانيا في المستقبل، في إشارة إلى أنه في حال التأكد من فشل مفاوضات الحل السياسي فإن بريطانيا ستقوم بدعم الجماعات المسلحة المعارضة المعتدلة عسكريا لترجيح الكفة على الأرض.