استكملت سوريا، أمس، تسليم القائمة التفصيلية لما تتوفر عليه من أسلحة كيميائية، تنفيذا للاتفاق الروسي الأمريكي، بحسب ما أكدته المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية، التي أشارت في بيانها الصادر أمس، إلى أن خبراء المنظمة بصدد دراسة المعطيات المقدمة من طرف حكومة دمشق، على أن يبدأ التحضير للمرحلة المقبلة والمتمثلة في إرسال مجموعة من الخبراء والمفتشين للوقوف على تدمير وإتلاف الترسانة الكيميائية السورية. تأتي هذه الخطوة السورية في الوقت الذي تتواصل فيه المساعي والجهود الدبلوماسية الدولية من أجل إجبار النظام السوري على الامتثال للاتفاق الثنائي، فقد أشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن الرئيس فرانسوا هولاند عازم على التقدم بطلب لمجلس الأمن الدولي من أجل إصدار قرار “ملزم بأكبر قدر ممكن” بحسب ما ورد عن الرئاسة الفرنسية بشأن الأسلحة الكيميائية السورية، في إشارة إلى تسليط عقوبات قد تتضمن وضع سوريا تحت طائلة الفصل السابع للأمم المتحدة، ما يفتح الباب أمام احتمال التدخل العسكري ضد النظام. وكان الرئيس الفرنسي أكد أن العواصم الغربية، بما فيها روسيا، توصلت إلى قناعة مشتركة حول ضرورة تدمير الأسلحة الكيميائية السورية. وبهذا الخصوص، أعلنت الرئاسة الروسية من جانبها أنها قد تعيد النظر في مسألة دعمها للنظام السوري، في حال تأكدت أن الرئيس بشار الأسد غير جاد في مسألة تدمير الأسلحة الكيميائية، أو أقدم على ممارسات تؤكد لروسيا أنه “يخادع” وفقا لما نقلته قناة “روسيا اليوم” على لسان مدير ديوان الرئاسة الروسية، سيرغي إفانوف الذي قال أمس خلال مؤتمر أقامه معهد لندن الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن بلاده “قد تغير موقفها إن تأكدت أن الأسد يخادع”، داعيا إلى ضرورة العمل على سيناريوهات للخروج من الأزمة في حال ثبت أن أحد طرفي النزاع وراء استخدام الكيميائي، في إشارة إلى أن بلاده ستلتزم بخطط الحلول السلمية، كما أوضح أنه على المجموعة الدولية أن تبدأ في وضع خطط لمستقبل سوريا والكف عن التلويح بالحرب. من جانب آخر، شدد إفانوف على أن موسكو نجحت في إقناع الحكومة السورية بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2، على عكس الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها الأوروبيين الذين لم يتمكنوا إلى الآن من الضغط على المعارضة السورية وبالتحديد الائتلاف المعارض للمشاركة في مفاوضات الحل السياسي. وفي السياق ذاته، ذكرت الخارجية الروسية أنه من المنتظر أن يلتقي وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، الأسبوع المقبل، على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بنظيره الأمريكي والمبعوث الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي لبحث أجندة عقد مؤتمر الحل السياسي في سوريا. في الأثناء، تحدثت التقارير الإخبارية الواردة من سوريا عن استمرار اقتتال الجماعات المعارضة المسلحة فيما بينها، فيما أكد مسؤول إدارة الإعلام المركزي بالجيش الحر، فهد المصري، أن قيادة الجيش الحر دعت المقاتلين الأجانب في صفوف الجماعات المسلحة المعارضة إلى مغادرة الأراضي السورية، في إشارة إلى أن كتائب الجيش الحر ستتصدى لكل أجنبي يحارب في سوريا وإن كان إلى جانب الثورة.