بدأت الأزمة السورية تأخذ منعطفا آخر فبعد تركيز أغلبية الراعين لمؤتمر السلام الدولي ”جنيف 2” على ضرورة رحيل بشار الأسد على غرار فرنسا, بريطانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية التي رفضت أي دور للرئيس السوري في المرحلة الانتقالية وهو الشرط الذي تتمسك به المعارضة لحضور مفاوضات السلام,كشفت هذه الأخيرة عن تفاصيل جديدة للحوار مؤكدة تغير الموقف الغربي اتجاه خطوة رحيل الأسد وتلميحها ببقائه بعد لقاء جنيف, فيما نفى سفير واشنطن في دمشق روبرت فورد لقاءه ممثلين عن الجماعات الإسلامية السورية. اتهمت المعارضة السورية الغرب بتغيير موقفه من قضية مشاركة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية وقالت مصادر من المعارضة أن الدول الغربية نقلت لها رسالة تفيد بأن مفاوضات السلام المنتظرة شهر جانفي المقبل لن تفضي إلى رحيل الأسد, خاصة وأن الأقلية العلوية ستبقى طرفا أساسيا في الحكومة الانتقالية, ونقلت وكالة ٍ”رويترز” أن الرسالة الغربية سلمت للمعارضة أثناء اجتماع أصدقاء سوريا الأسبوع الماضي, مشيرة إلى أن الدول الغربية برّرت موقفها باتساع نفوذ تنظيم القاعدة في سوريا, وتزايد عدد المقاتلين الإسلاميين المتشددين, خاصة مع حادثة استيلاء هذه الجماعات على مستودعات الأسلحة التابعة للجيش الحر قرب الحدود التركية. ويطرح تغير الموقف الغربي اتجاه قضية هرم السلطة في سوريا وفي مقدمتها واشنطن ولندن وتغير أولوياتها من العمل على رحيل الأسد إلى محاربة الجماعات المتشددة الكثير من التساؤلات حول مستقبل الصراع السوري, كما قد يؤدي إلى تعميق الفجوة بين الدول المعنية بالحرب في المنطقة ويعزز من الانقسامات الموجودة أصلا بين روسيا, الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية, لكن مثل هذه التسوية الدبلوماسية قد تقرّب وجهات النظر بين موسكووواشنطن وتقلص حجم الخلافات بين البلدين بشأن القضية السورية. وبخصوص المساعي الدولية لمحاولة التهدئة بين الحكومة السوري والجيش الحر وكذا الجماعات الإسلامية التقارير التي نقلت وجود مساعي للتقارب بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والجماعات الجهادية في سوريا, نفى السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد الاجتماع بالجبهة الإسلامية, وقال فورد لقناة ”العربية” أن الجبهة الإسلامية رفضت الجلوس مع الطرف الأمريكي, مشيرا إلى استعداد واشنطن للحوار مع هذا التيار الإسلامي ومع كل الفصائل والمجموعات السياسية في سوريا لضمان وضع حد للصراع في المنطقة, إلا أن تصريحات فورد بشأن الموقف الأمريكي اتجاه بقاء الأسد في السلطة جاءت منافية لما تناولته أطراف الائتلاف, موضحا أن موقف واشنطن لن يتغير بخصوص ضرورة رحيل الأسد لحل الأزمة, وقال السفير الأمريكي”موقفنا ثابت منذ بداية الثورة, والأسد فقد شرعيته بشكل نهائي”. الائتلاف يشارك موسكووواشنطن المحادثات التحضيرية ل”جنيف 2” على صعيد آخر يشارك الائتلاف السوري المعارض اليوم في اجتماعات تمهيدية لمؤتمر السلام الدولي ”جنيف2” تجمع الروس والأمريكيين بجينيف, وقال مصدر سياسي في الائتلاف لوكالة الأنباء الألمانية أمس أن أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض يترأس الوفد السوري في اجتماع, و محادثات تحضيرية لمؤتمر السلام ثم الاجتماع التحضيري الثلاثي بمشاركة الروس والأمريكيين, ويجتمع الائتلاف مع كل طرف على حده, مشيرا إلى أن الجربا سيجتمع كذلك مع المبعوث الأممي للازمة السورية الأخضر الإبراهيمي وكذا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان إضافة إلى مساعدة وزير الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان ومساعدي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف وجينادي جاديلوف على أن يلتحق فيما بعد ممثلو الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والدول المجاورة لسوريا إلى جانب ممثلي دول الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية, يذكر أن الائتلاف السوري المعارض وافق على المشاركة في ”جنيف2 ” مطالبا بتنفيذ بنود جنيف واحد التي لم يلتزم بها نظام بشار الأسد في دمشق, والمتعلقة بإطلاق سراح المعتقلين ووقف إطلاق النار.