ذكر الأمين العام للأرندي عبد القادر بن صالح أن الحملة الانتخابية التي سيخوضها حزبه في الرئاسيات القادمة ستلقي “بلا شك بتداعياتها ليس فقط على الاستحقاق الرئاسي، بل كذلك على الساحة السياسية الوطنية للسنوات المقبلة”، وحملت رسالة بن صالح بمناسبة الذكرى 17 لتأسيس الأرندي “شبه تأكيد” على أن بوتفليقة يعتزم الترشح لعهدة رابعة، عندما دعا في رسالته المكونة من 7 صفحات إلى “ضرورة السهر على تنظيم مشاركة قوية وفعالة للحزب في عملية اكتتاب التوقيعات لفائدة المجاهد عبد العزيز بوتفليقة دون سواه، وكذا تنشيط الحملة الانتخابية لصالحه عبر جميع ولايات وبلديات الوطن”. وحملت رسالة بن صالح التي جاءت في صيغة تعليمة حملت رقم 01 حصلت “الخبر” على نسخة منها، العناوين العريضة للخطة التي يعتزم الحزب القيام بها لصالح بوتفليقة، إلا أن اللافت في الرسالة هو تركيزه على الشق الإعلامي من خلال التشديد على ضرورة تفعيل حملة عبر الإنترنت، وهذا من خلال إحصاء المنتسبين للتجمع من المهتمين بالإنترنت والإعلام عموما، وتجنيدهم للعمل ضمن الطاقم الولائي للحملة الانتخابية. كما دعا بن صالح مناضليه إلى إحصاء المواقع الإلكترونية وصفحات الفايسبوك التي لها علاقة بالانتخابات وبالشأن السياسي الجزائري للبحث في كيفية استغلالها، مع التركيز على اللغات الثلاث العربية والأمازيغية والفرنسية لتمرير القدر الأكبر من المعلومات والرسائل. وطالب بن صالح بإدراج أفكار ثابتة من برنامج الأرندي في كل هذه النطاقات الإلكترونية، مع تفادي الدخول في مناقشات مع الشركاء في حالة الاستفزاز أو توجيه ملاحظات للأرندي. وعند الحديث عن الحملة عبر التلفزة والإذاعة، طالب بن صالح باختيار المشاركين في هذه الفضاءات بعناية من بين الكفاءات التي لها القدرة على التعبير الشفوي وسلامة اللغة وبساطتها في آن واحد. وظهرت من خلال رسالة بن صالح إشارة هامة إلى ضرورة حضور اسم وشعار الأرندي في أي ملصقة، لافتة، مطوية، وأقمصة، على أن تترافق هذه الحملة الإشهارية مع إرسال رسائل نصية قصيرة عبر الهواتف النقالة تدعو للتصويت بقوة، واعتماد أساليب الاتصال غير المعلنة مع ممولي الإشهار المدفوع الأجر من خلال إعلانات في الصحف عن مواعيد التجمعات ومنشطيها. وطلب بن صالح من مناضليه الرد على دعاة المقاطعة بأنهم يعبرون عن فشلهم السياسي وعجزهم عن تقديم مرشحين، وأن خطابهم يهدف إلى التيئيس والتشكيك. وبنفس المناسبة، شهد مقر الأرندي بسيدي بلعباس أول أمس لقاءً ساخنا بين مناضلين مع حمي لعروسي المبعوث الشخصي لعبد القادر بن صالح، حيث وقعت اتهامات واحتجاجات عارمة وتهديدات أفضت إلى تأكيد المناضلين على لجوئهم إلى خيار الاستقالة الجماعية في حال تمسك “القيادة” بخيار الإبقاء على أحد البرلمانيين السابقين وعدد من مقربيه ضمن تعداد المكتب الولائي للحزب بسيدي بلعباس. وتم توجيه اتهامات خطيرة وصلت إلى حد نعت بعض الأطراف الغائبة عن اللقاء ب “الخونة والأبالسة الذين عملوا على تحطيم الأرندي محليا”، خاصة في أعقاب الخسارة التي مني بها خلال انتخابات “خلافة منصب” بمجلس الأمة يوم 8 فيفري المنصرم أمام “الأفالان”، وكان المجتمعون قد أصروا على رفضهم المطلق ل “التعيينات الفوقية” وعلى ضرورة المرور عبر الصناديق.