أكد أبو جرة سلطاني الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم التزامه الكامل ”نصا وروحا” بخيار المقاطعة للرئاسيات المقبلة الذي اتخذه مجلس الشورى، ونفى ”مزاعم” حول إمكانية ترشحه للانتخابات، وانتقد سلطاني ضمنا ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة قائلا إن ”جزائر الألفية الثالثة لم تعد جزائر الحزب الواحد والرأي الواحد”. أصدر أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم الأسبق بيانا إلى الرأي العام سماه ”الجزائر فوق الرئاسة والرؤساء”، يوضح فيه موقفه مما راج حول رغبته في الترشح للرئاسيات ووقوف قرار حمس بالمقاطعة حائلا أما تحققه، وورد بيان سلطاني بصيغة منتقدة على ما فهم منها لخطوة ترشح الرئيس بوتفليقة، وتوضيحية لأنباء عن اصطدام رغبته القوية في الترشح للرئاسيات مع خيارات حمس، ولفت سلطاني في الرسالة يقول إن ”الأوضاع العامة التي تمر بها أمتنا عامة والجزائر بشكل خاص، لم تعد تتحمل المزيد من الأخطاء، بعد أن تم إقحام لاعبين جدد داخل الملعب السياسي في الوقت المقتطع من ديمقراطية الواجهة، في مسار المراحل الانتقالية خلال 50 سنة من عمر استقلال الجزائر”. ويفترض أبو جرة سلطاني أن خروجه للرأي العام يستهدف ”مواجهة سياسة الضرب تحت الحزام”، فوضح 5 أشياء أولها ”أؤكد التزامي الكامل بقرار مجلس الشورى نصا وروحا”، وثانيا ”أكذب بشكل قاطع وحاسم ونهائي ما تروجه بعض وسائل الإعلام والصحافة حول مزاعم إمكانية ترشحي تحت أي عنوان وباسم أية جهة، فكلها تسريبات مغرضة عارية عن الصحة تماما”، أما الثالثة فيلمح فيها سلطاني للقاءات جمعته بمسؤولين حكوميين مؤخرا بينهم الوزير الأول عبد المالك سلال، فقال ”أؤكد أن ما أقوم به من اتصالات ومشاورات مع جميع الأطراف وكل المخلصين في هذا الوطن، يدخل في إطار البحث عن ضمانات أوثق لتأمين المستقبل وحماية الوطن والدفاع عن الوحدة الوطنية، بصرف النظر عن الألقاب والأسماء والمواقع والمواقف”. وانتقد سلطاني في رابع توضيح، ضمنا، تصريحات عمار سعداني تجاه جهاز المخابرات ”إن ما يجري في وطني مؤلم لكل حر، لأن حقل الرمي الذي تقتضيه قواعد اللعبة الديمقراطية لم يعد مناسبا للقصف العشوائي بالثقيل ضد أهداف هي من مكونات العمود الفقري للدولة”، واستعمل سلطاني مصطلح ”الانتداب” في وصف تصريحات سعداني، وقصد أن كلامه منقول عن جهة أخرى، ”وقد لا يعلم كثير من أصحابه وعرّابيه (القصف العشوائي) عواقب ما انتدبوا للقيام به”. وفي التوضيح الخامس، يدلي سلطاني برأيه في الرئاسيات المقبلة فيعتبر ”أن الرهان الأكبر للرئاسيات هذه المرة لم يعد مرتبطا كثيرا بطبيعة فارس قصر المرادية المرتقب، بقدر ما صار مرتبطا استراتيجيا بحواشيه وبطانته”، ويشير سلطاني إلى أن رئيس الجزائر المقبل، كائنا من كان، ”لن يستقر على العرش طويلا إذا لم يكن مدركا قبل إيداع ملف ترشحه، أن جزائر الألفية الثالثة لم تعد جزائر الحزب الواحد والرأي الواحد والمورد الواحد”، وأن إدارة مشكلاتها ”لم يعد يليق بها أن تظل حكرا على لجان المساندة ومن في حكمهم”، ويبدو سلطاني كأنه يشير إلى ترشح الرئيس بوتفليقة.