تعقدت، أمس، الوضعية الصحية لأغلب العمال المضربين عن الطعام قبالة البوابة الرئيسية لمصنع “لافارج” لإنتاج الإسمنت بمعسكر لليوم السادس على التوالي، وذلك بفعل الظروف المناخية القاسية التي عاشوها داخل خيم بلاستيكية لم تقو على صد الأمطار الغزيرة، ودرجة البرودة الشديدة التي ميزت حالة الطقس نهاية الأسبوع. وقد بدأ الإضراب الذي يشنه 16 عاملا احتجاجا على فصلهم من مناصب عملهم، يأخذ منعرجا خطيرا نتيجة التدهور اللاّفت للأوضاع الصحية لأغلب المضربين، باعتبار أن الأمطار الغزيرة والبرودة الشديدة اللتين كانوا عرضة لهما في العراء، ألحقت بهم مضاعفات صحية خطيرة، لاسيما وأنهم يواصلون الامتناع عن تعاطي الأدوية، ناهيك عن مقاطعة الأكل والشرب لمدة تقارب الأسبوع. ويوجد ضمن المضربين حالة حرجة لمضرب يعاني من كسر استدعى نقله من قبل مصالح التدخل الطبي السريع باتجاه مستشفى سيڤ، قبل أن يتم إرجاعه في حدود الساعة الواحدة من صباح أمس إلى موقع الإضراب، ليلحق بزملائه الرابضين داخل خيم باتت لغتها الوحيدة السعال والعطس. وحسب المضربين الذين اتصلت بهم “الخبر” أمس، فإن عمليات التضامن من لدن زملائهم في المصنع وصلت إلى حد “تشكيل لجنة مؤلفة لحد الساعة من 120 عامل قررت التدخل لدى إدارة الشركة من أجل الضغط عليها لإيجاد حلول مستعجلة لوضعيتنا التي تتدهور مع مرور الأيام، حيث ذكر المتضامنون بأن الأسبوع القادم سيكون حاسما في تدخلهم بعد أن باءت كل المحاولات الأخرى بالفشل، على غرار هجرة المطعم ومقاطعة الوجبات الغذائية من قبل السواد الأعظم من المستخدمين”، في حين ذكرت مصادر أخرى بأن عمليات التضامن وصلت إلى حد الإدارة المركزية لشركة “لافارج” الفرنسية المتواجدة في منطقة باب الزوار بالعاصمة.