عرفت أزمة مصنع الإسمنت “لافارج” ببلدية عقاز في ولاية معسكر تطورات جديدة في الساعات الأخيرة، حيث حاول عاملٌ الانتحارَ بعدما صب كمية من البنزين على جسده وحاول إضرام النار فيه، بعد إقدام إدارة المؤسسة على توقيف مجموعة من العمال. وقد شهد بهو إدارة المؤسسة أول أمس حالة من الذعر إثر هذه الحادثة، وقد نجا العامل من الموت بعد تدخل زملائه الذين منعوه من إضرام النار في جسده. وجاءت الحادثة عقب النداء الذي وجهه ممثل المدير العام لمؤسسة “لافارج” الفرنسية للعمال المضربين منذ أسبوع للاستماع إلى انشغالاتهم، وهذا بعد القرار الذي اتخذته إدارة الشركة بتوقيف 17 عاملا ممن اتهموا بالتحريض على الإضراب. وقد أوقفت مصالح الأمن العامل الذي حاول الانتحار رفقة أحد العمال المتهم هو الآخر بالتحريض. من جهة أخرى اتخذت القيادة الولائية لمعسكر للاتحاد العام للعمال الجزائريين قرارا بتجميد الفرع النقابي لعمال مصنع “لافارج”، بحجة أنه “لم يحسن التفاوض مع إدارة المؤسسة ولم يكن يحترم توجيهات وتعليمات الاتحاد المحلي”. كما أمر والي معسكر بفتح تحقيق إداري بخصوص الشائعات التي تقول إن الفرع النقابي يمارس مساومات على إدارة لافارج للحصول على امتيازات خارج إطار العمل، وهو ما نفاه مصدر نقابي بشكل مطلق، حيث قال ل “الخبر” إن “كل ما يجري حاليا من تلفيق للتهم من طرف ولاية معسكر وإدارة مؤسسة لافارج وكذا قيادة المركزية النقابية الهدف منه الوقوف إلى جانب المتعامل الفرنسي”، ويضيف مصدرنا “لقد فهمنا الرسالة جيدا عندما جاء سيدي سعيد إلى معسكر قبل شهر وقال إنه يجب على العمال أن يتفهموا ظروف رب العمل”. وكان عمال مصنع لافارج قد عادوا إلى الإضراب الخميس ما قبل الماضي مباشرة بعد رفض مفتش العمل لولاية معسكر تسليمهم محضر عدم الصلح مع مديرية المؤسسة، بعد 8 أشهر كاملة من المفاوضات، حول الزيادات في الرواتب وتسديد مستحقات الساعات الإضافية، وأموال الخدمات الاجتماعية التي تقتطع من رواتبهم، وتحسين ظروف العمل، وغيرها من المطالب التي رفعوها منذ شهر مارس الماضي، تاريخ أول إضراب في المصنع.