يعاني آلاف المواطنين من مختلف الولايات من تأخر استصدار الجوازات البيومترية بالرغم من تعهدات المسؤولين بتحسين الخدمة العمومية وتخفيف الملفات والعوائق الإدارية، حيث صبّوا جامّ غضبهم على المركز الوطني للوثائق المؤمنة المكلف بشكل حصري بإصدار هذه الوثيقة الهامة. لم تشفع الإجراءات التي قررتها وزارة الداخلية في الآونة الأخيرة والقاضية بإلغاء التحقيقات الخاصة باستصدار وثيقة جواز السفر مع تقليص الوثائق المتضمنة في ملف الطلب لتخفيف الغبن على المواطنين، باعتبار أن السواد الأعظم منهم يشتكون من التماطل الجاري في الإفراج عن هذه الوثيقة لأسباب غير مبررة، منددين بقرار مركزة إصدار الجوازات البيومترية على مستوى المركز الوطني للوثائق المؤمنة الواقع في الجزائر العاصمة، والذي انجرّ عنه تضخم في عدد الملفات، ومن ثمّة تأخر محسوس في تمكين أصحابها من جوازاتهم. وقد انعكست هذه الوضعية سلبا على المصالح المكلفة باستقبال ملفات المواطنين في مختلف دوائر الوطن، حيث يواجه مستخدموها يوميا سيلا من الاستفسارات والاحتجاجات التي تتطور في بعض الأحيان إلى ملاسنات كلامية مع المواطنين، خاصة أن البعض منهم فوّتوا بفعل هذا التأخر فرصا للمشاركة في ملتقيات بالخارج، فضلا عن الطابع الاستعجالي لبعض الحالات المرضية التي تربطها مواعيد مضبوطة مع مستشفيات ومصحّات خارج الوطن. وحسب بعض المواطنين الغاضبين الذين التقت بهم ”الخبر” في دائرة السانيا بوهران، فإن جوازاتهم البيومترية لم تُسلم لهم بالرغم من أن تاريخ إيداع ملفاتهم يعود إلى شهر أكتوبر المنصرم، أي ما يربو عن 5 أشهر، في الوقت الذي تتغنّى فيه السلطات المركزية بتحسين الخدمات وتقريب الإدارة من المواطن، مضيفين بأن مصلحة الجوازات التابعة للدائرة المذكورة تستلم في كثير من الأحيان الجوازات الجاهزة ب ”القطرة”، في ضوء تسجيل استلام مسؤوليها 4 جوازات فقط في بعض الأحيان، رغم أن عدد الطلبات يصل إلى معدل 60 طلبا في اليوم، قرابة ألفي طلب في الشهر، وهو نفس الوضع المسجل في باقي الدوائر الأخرى على حد قولهم، مطالبين بالتدخل المستعجل للوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بإصلاح الخدمة العمومية، من أجل اتخاذ تدابير صارمة تنتهي بتحسين أداء المركز الوطني للوثائق المؤمنة لتمكين المواطنين من جوازاتهم في آجال زمنية معقولة.