اختتمت، أمس الأول، فعاليات الدورة الأولى للأيام المسرحية التي نظمها طلبة المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان، تحت شعار ”التكوين أساس الإبداع”، حيث عرض بمناسبة اليوم العالمي للمسرح مونودرام بعنوان ”لنوار دو ليستوار” لتعاونية ”الرماح” للمسرح و”وان مان شو” بعنوان ”دهاليز” لجمعية ”سلمندر” من مستغانم.
ثورة ”الإبداع المسرحي” على ركح ”إيسماس” عرفت الأيام المسرحية لمعهد ”إيسماس” تقديم حوالي 13 عرضا مسرحيا، إضافة إلى تنظيم جلسات نقاش لواقع ”الفن الرابع”، وقد تابعت ”الخبر” عن كثب التظاهرة التي أشرف على تنظيمها طلبة من المعهد. ومن بين العروض المميزة التي قدمت خلال ”الأيام المسرحية الأولى”، مسرحية ”طيحة ونوضة” لجمعية ”رياض الإبداع” بفوكة التي لا يتجاوز عمرها ال3 سنوات، من إخراج يوسف حبوش. وعرج العرض على عديد القضايا التي تخص الشباب الجزائري لاسيما ”الفنانين الشباب” ومعاناتهم مع نظرة المجتمع، بالإضافة إلى ظواهر اجتماعية أخرى كالمخدرات، مع تسليط الضوء على قضايا المرأة. وأدى العرض بلبراهم نذير، طاهري خالد، بوترفاس عبد الرحيم، حبوش صالح وهم شباب من هواة المسرح وجدوا بالجمعية. وأوضح المخرج يوسف حبوش ل«الخبر” بأن المسرحية استطاعت في ظرف سريع أن تنجح، بفضل أعضائها عشاق المسرح، في افتكاك الجائزة الثالثة للمهرجان الأورومتوسطي بتطوان المغرب ومنافسة العديد من الفرق الأوروبية الإسبانية والفرنسية والإيطالية وغيرها. وناقش اليوم الرابع للأيام المسرحية بمعهد برج الكيفان، مسرحية ”كازينو” التي قدمتها جمعية ”شباب وفنون”، إخراج مراد مجرم، اقتباسا من نص هنري أوفري. وعرج النقاش على العديد من المواضيع التي تصنع واقع الفن الرابع في الجزائر، لاسيما فيما يخص التفريق بين مفهوم ”الرؤية” و«الإخراج” ومفهوم ”الاقتباس” والمعالجة الجماعية للنصوص، مع التأكيد على ضرورة إعطاء الفرصة أكبر للهجة الجزائرية خلال العروض المسرحية، كما أثنى النقاش على سينوغرافيا ”العرض” رغم بساطة الإمكانات المالية التي تتمع بها الجمعية. فكرة وإرادة تحدت الإمكانات يرجع الفضل في تنظيم الأيام المسرحية الأولى بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، إلى كل من الطلبة لمياء كوحلي ونسيمة لوعيل بمساعدة الممثلة ليلى توشي، الذين سهروا على إدارة وبرمجة العروض المسرحية طيلة أسبوع كامل، أعطيت فيه الفرصة للعديد من الجمعيات والفرق المسرحية، منها جمعية ”فرسان الركح” وتعاونية ”أنيس الثقافية” و”مسرح الأغواط”، وأيضا لمسرحية ”ليلة إعدام” للتعاونية المسرحية ”كانفا”، الذين جاؤوا من مختلف ولايات الوطن لتقديم عروضهم في بيتهم الأول ”إيسماس”. لمياء كوحلي ل”الخبر” خرجو وطلبة المعهد لم يتأخروا عن المشاركة وتقديم العروض مجانا قالت لمياء كوحلي إحدى منظمات الأيام المسرحية إن تنظيم تلك الأيام بالمعهد يندرج في إطار ”إحياء الحركة الثقافية داخل المعهد” الذي يعتبر، حسبها، ”بيت الفنان الجزائري”، وأردفت ”إن نقص الاهتمام الكبير بالفن الرابع هو ما دفعها رفقة زميلاتها نحو التفكير في هذه المبادرة”، وأضافت أنها تحلم بأن تتحول الأيام إلى ”مهرجان” يعيد للمعهد روحه التفاعلية مع الجمهور لاسيما أن الأيام المسرحية مفتوحة لجميع الزوار. وذكرت لمياء أنها لمست تعاونا كبيرا سواء من إدارة المعهد أو من طرف خرجيه الذين جاؤوا من كل ولايات الوطن من أجل تقديم عروض مجانية. وقررت المجموعة المنظمة للأيام تكريم كبار خرجي المعهد مثل الممثل حميد رابية وصونيا ونجية لعراف وغيرهم من الذين مروا على المعهد كطلبة قبل أن يصبحوا من كبار الفنانين في الجزائر. أزمة معادلة شهادات ”إيسماس” تطرح نفسها على هامش الأيام طفت مشكلة إعادة النظر في البرامج البيداغوجية ومدة الدراسة بالمعهد والشهادات الممنوحة من قبله، على النقاش على هامش الأيام المسرحية. وقد استغل طلبة المعهد زيارة وزيرة الثقافة خليدة تومي لإعادة طرح انشغالاتهم التي لم تصدر فيها وزارة التعليم العالي أي قرارات، رغم تعهدها بحل المشاكل منذ 18 مارس 2013، لاسيما فيما يخص معادلة الشهادات الممنوحة من طرف المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان. وإثر ذلك راسلت وزارة الثقافة إدارة المعهد مجددا، مشيرة إلى أن التطبيق الفعلي للقرارات الجديدة سيدخل حيز التنفيذ خلال الموسم الدراسي 2014 /2015.