دعا أبو جرة سلطاني، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، الرئيس الذي سيخرج من صندوق 17 أفريل الحالي إلى ”تفكيك خمسة ألغام زرعتها ثقافة حالة الطوارئ، في طريق الحريات والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة”. وقال سلطاني في بيان أمس، عنونه ب”قبل أن يقع الفأس في الرأس”، إن اللغم الأول هو ”الاستقرار المشروط”. وذكر بشأنه أنه ”سينفجر في وجه الرئيس القادم، لأن الذين زرعوه في زمن الكل الأمني، جعلوا الأسلاك الواصلة بين استقرار الوطن والتداول على السلطة مرتبطا باستمرارهم في الحكم، فصار استقرار الوطن مرتبطا باستقرارهم”. وأفاد سلطاني، في وثيقته التي انتقدت حكم بوتفليقة، بأن التحدي الثاني الذي ينتظر الرئيس هو ”التوافق السياسي، وهو لغم تم زرعه خلال 25 سنة من عمر المأساة الوطنية وكرسته مختلف الحكومات وتعمق في نفسيات أبناء الوطن الواحد، حتى صار كل مواطن يشعر أنه معرض لاختبار هويته وانتمائه وولائه في كل موعد انتخابي”. أما اللغم الثالث، حسب سلطاني، فهو ”الانفتاح على الأجيال”، مشيرا إلى ”أننا كنا نتحدث عن جيل الثورة وجيل الاستقلال، وعن موعد استلام وتسليم المشعل، فإذا بنا اليوم نواجه جيل المأساة الوطنية الذي لا يؤمن كثيرا بالتاريخ وليست له أي قداسة تجاه الرعيل الأول الذي حكم البلاد أزيد من نصف قرن”. ويتمثل الرابع، حسب رئيس حمس السابق، في ”الاحتجاجات المتصاعدة”، مشيرا إلى أن ”احتياطي النفط لم يعد قادرا على تلبية المطالب اليومية الآخذة في التوسع والارتفاع في جميع القطاعات، أمام تآكل منسوب الثقة بين الحاكم والمحكوم”. فيما صنف اللغز الخامس في ”المحيط الإقليمي الضاغط”. وقال سلطاني بهذا الخصوص: ”الأمن ليس مهمة عسكرية فقط، برغم أهمية الأدوار التي تضطلع بها مؤسسة الجيش وأسلاك الأمن. فالوطن دار الجميع ومسؤولية حمايته وتأمينه يقع على كاهل جميع المواطنين، وهذا لا يتأتى إلا برد الاعتبار لمبدأ المواطنة، بعيدا عن عقلية الاحتكار وثقافة التخوين”. وتساءل سلطاني: ”فهل يتسع صدر فخامته ليكون بسعة مساحة الوطن لا بضيق صدور البطانة، التي توهم الزعماء بأنها مهدت لهم بساط الوصول إلى سدة الحكم؟”.