"دخول الجزائر في فوضى بعد رحيل السلطة الحالية مغالطة" يتوقع أبو جرة سلطاني، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، أن يكون يوم 17 أفريل، بداية لمسار جديد، نهايته غير محددة بسبب عدم التوصل إلى إتفاق بخصوص العهدة الانتقالية، قبل أن يصف الرئيس القادم بأنه ”سيئ الحظ”. توحي رسالة لأبو جرة، تسلمت ”الفجر” نسخة منها، أن الرئيس القادم لن يكون المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، عندما وصف الرئيس القادم بأنه ”سيئ الحظ”، لأن هذا الأخير سيجد نفسه مجبرا على حد تعبير محرر الرسالة، على إحداث ”مصالحة بينية” قبل آداء اليمين الدستورية، كخطوة لاستلامه رسميا خريطة حقل الألغام المزروعة خلال الأربع سنوات الأخيرة. وأشار أبو جرة إلى مشروع خارطة ألغام إضافية تصنع على مستوى الجبهة الاجتماعية والجبهة الأمنية على الحدود والجبهة الاقتصادية، سيتم زرعها خلال الخمس سنوات القادمة، وإبطال مفعولها يكون بأيدي خبراء تفكيك الألغام ”التقليديين”، وحدد مكان الألغام التي تضمنتها خريطة، في وجودها على خطوط التماس بين أطراف السلطة نفسها، بين السلطة والمعارضة، وفي تقاطعات المجموعة الوطنية بين وعود الداخل والتزامات الخارج. وشخّص المتحدث الأزمة، واعتبر أن حلها يكمن في تفكيك الرئيس القادم للألغام الخمس، وهي الاستقرار المشروط، حيث اعتبره لغما موقوتا سينفجر في وجه الرئيس القادم إذا لم يتحرك حال تقلده المنصب بالسرعة القصوى لحله، لأن الذين زرعوه ربطوا الأسلاك الواصلة بين استقرار الوطن والتداول السلمي على السلطة باستمرارهم في الحكم، والعكس سيدخل الجزائر في فوضى وهو الاعتقاد الذي وصفه ب”المغالطة”، معتبرا أن التوافق السياسي أحد الألغام المزروعة منذ 25 سنة، جعلت المواطن يتوه في كل موعد انتخابي بين موال ومعارض، والانفتاح على الأجيال في ظل تلاشي فكرة جيل الثورة وجيل الاستقلال وفكرة تسليم المشعل، بسبب وجود جيل المأساة الوطنية الذي أثبت تفوقه الافتراضي على الجيلين بسبب عزمه نقل معركة التغيير التي يشنها افتراضيا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، أما اللغم الآخر، فيتعلق بالمحيط الإقليمي الضاغط، حيث يرى أبو جرة أن تفكيكه مسؤولية الجميع، يسبقه وضع دستور ديمقراطي تعددي وصياغة قوانين جمهورية متحررة من العصب، متسائلا عند تشخيصه للغم الخامس المتمثل في الاحتجاجات المتصاعدة منذ قرابة الأربع سنوات، عن كيفية حل الرئيس القادم عقدة ما اصطلح على تسميتها ”اللعبة المفخخة”.