أعرب حزب جبهة القوى الاشتراكية عن ارتياحه ل”تبني العديد من الأحزاب والحركات والشخصيات”، مطلب بناء ”إجماع وطني يؤسس لمرحلة انتقالية”. وجدد الحزب رفضه للرئاسيات القادمة التي اعتبرها ”مسرحية ستفتح الباب أمام المجهول”. قال أحمد بطاطاش، الأمين العام لحزب جبهة القوى الاشتراكية، ”إن الأفافاس مستعد للعمل مع كافة القوى الوطنية من أجل إعادة بناء إجماع سياسي، يحقق للجزائر الرُّسو على بر الأمان”، مشيرا إلى أن هذا الطموح ”يبقى السبيل الأوحد لحماية الاستقرار والانسجام الوطنيين في جزائر ما بعد 17 أفريل”. واعتبر بطاطاش، في كلمة له بمناسبة إحياء الأفافاس لذكرى اغتيال المحامي علي المسيلي، أمس، بالعاصمة، أن ”الجزائر تعيش أياما عصيبة من تاريخها، حيث تنتظرنا بعد أيام استحقاقات قد تفتح الباب للمجهول”، لافتا إلى أن ”برودة الحملة الانتخابية ولامبالاة المواطنين بها وتخوفهم لما بعدها، ما هي إلا إرهاصات لذلك”. ويبرز هذا الموقف استعدادا من الأفافاس للتعاطي مع أحزاب سياسية مقاطعة للانتخابات. لكن عددا من مناضلي الحزب ظهروا منزعجين أثناء النقاشات، من تداول أفكار في الساحة السياسية، مثل الجمهورية الثانية والفترة الانتقالية والتوافق الوطني، دون أن يطرح اسم الأفافاس الذي قالوا إنه أول من دعا إليها. وعاد بطاطاش إلى موقف الأفافاس حيال الرئاسيات الذي التبس على كثير من المتابعين، قائلا ”لقد كان موقف جبهة القوى الاشتراكية حكيما يعكس الرأي العام الذي لم يسجل نفسه في إطار هذه الاستحقاقات، لأن الجميع يعلم بأنها محسومة مسبقا، وأن الوصول إلى الاقتراع الحر والنزيه مازال يتطلب المزيد من النضال”. وأضاف المتحدث أمام جمع من المناضلين موضحا رؤية حزبه للرئاسيات: ”لقد رفضنا أن نؤدي دور المسرحية، لأن نهايتها معروفة، ولن يكون للشعب فيها لا ناقة ولا جمل، فلا الديمقراطية الحقيقية ولا دولة القانون يتكرسان، بل سياسة الهروب إلى الأمام ستكون في الموعد، هذه السياسة التي تهدد بحق الاستقرار والانسجام الوطنيين”. واستدعى بطاطاش، في كلمته بالمناسبة، نضالات حسين آيت أحمد، مؤسس الأفافاس ورئيسه الذي انسحب من الحياة السياسية بسبب ”دورة الحياة”، مشيدا ب”نضاله الذي امتد أكثر من 70 سنة أروع آيات التضحية والصبر، من الحركة الوطنية إلى الثورة التحريرية المظفرة إلى النضال ضد النظام الذي صادر حقوق شعبنا”. ويأتي احتفال الأفافاس، في إطار اليوم الوطني للمناضل الذي يحتفل به الحزب سنويا. وعرف لعلي مسيلي العضو في حزب جبهة القوى الاشتراكية نضاله ضد الحزب الواحد، والهوية الأمازيغية، وقضايا حقوق الإنسان، حيث كان وراء إنشاء الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، كما حاول التقريب بين أقطاب المعارضة وكان مؤسس جريدة ”ليبر ألجيري”، لسان حال الأفافاس التي سيعاد إصدارها قريبا.