بدا المترشح علي بن فليس منهك القوى منتصف نهار أمس، بعد حملة انتخابية متعبة عبر 48 ولاية. ولم يكن بن فليس سعيدا جدا، لكنه أعطى انطباعا أنه متفائل وراض عن أدائه وفريقه في الأشهر الثلاثة الأخيرة، مجددا شكواه من التزوير الذي ”قد يلقي بالجزائر في أزمة متجددة”. كانت الجموع كبيرة من الصحفيين الجزائريين والأجانب تترقب حضور المرشح علي بن فليس، في مركز التصويت محمد عليق ببلدية حيدرة في الجزائر العاصمة، حيث لم يكن المترشح مرفوقا إلا بعدد قليل من القيادات المشرفة على حملته الانتخابية والبقية ظلوا موزعين بين إدارة الحملة في بن عكنون وبين ”فيلا” المترشح قرب وادي حيدرة. وفي تصريحه للإعلاميين، أبقى بن فليس على توجسه الكبير من ”التزوير”، وتحدث عن عمليات متفرقة لا تبعث على قلق كبير لكنها تعطي مؤشرات. وأفاد بن فليس، ردا على سؤال بخصوص تقييم سير العملية الانتخابية في ساعاتها الأولى: ”بلغتني بعض الخروق حصلت في بعض الولايات، ولكن لا تزال لم تكتمل لدى الصورة كليا، وسأوضح هذا فيما بعد”. وقد أوضحت خلية المتابعة لمداومة علي بن فليس، لاحقا، ل”الخبر” أن تلك التجاوزات التي سجلتها كانت على مستوى مكتبي تصويت في بئر مراد رايس والدواودة في العاصمة، حيث منع مراقبون من دخول مكتبي الاقتراع، بدعوى عدم وجود أسمائهم على اللائحة. فيما نددت الخلية بفتح الصناديق بمكتب تصويت في سيدي بلعباس بعد ساعة من بداية التصويت وإخراج أظرفة منه، وأفيد من المداومة أنها احتجت على أحداث وقعت في إحدى قرى بريكة في ولاية باتنة. وقال علي بن فليس، ل”الخبر”، وهو يغادر مكتبه إلى إقامته لأخذ قسط من الراحة، إنه ”غير راض تماما عن تنظيم العملية الانتخابية، وأخشى من تزوير الإرادة الشعبية”. وقد قسمت مداومة علي بن فليس عملية المتابعة في موقعين مختلفين، ففي ”الفيلا”، حيث مكتب المترشح، كان فريق من الوزراء السابقين وبعض الدبلوماسيين يراقب مشاهد للتلفزيون الجزائري، ويعلّق على نسب المشاركة والأحداث التي تبلغ أسماعهم عن تجاوزات، كان بينهم وزير الرياضة الأسبق، عزيز درواز، والوزير السابق لخضر ضرباني ونور الدين بحبوح وعدد من القياديين المقربين، أحدهم يتلقى اتصالا عن ”ابتزاز” مسؤولين لسكان بيوت قصديرية في بوروبة في العاصمة للتصويت على الرئيس المترشح، عبد العزيز بوتفليقة، مقابل ترحيلهم، فيرفع سماعة الهاتف ويتصل بممثل المرشح في لجنة مراقبة الانتخابات: ”سنتأكد من الأمر من أجل التقدم بإخطار”. وذكر لطفي بومغار، مسؤول الإعلام في مداومة بن فليس، ل”الخبر”، أن عددا من الملاحظات ”سجلت في الساعات الأولى للعملية، سيتم حصرها في الساعات الأخيرة للتصويت”، لافتا أن ”بعض الناخبين لم يجدوا أسماءهم في قوائم التصويت. أحد أقارب نور الدين بحبوح لم يجد اسمه في القائمة رغم أنه صوّت في 2012”. ويختلف المشهد في مقر المداومة المركزية لعلي بن فليس في بن عكنون بأعالي العاصمة، حيث كانت هناك حركة كبيرة وأصوات صراخ من حين لآخر، إثر سماع أنباء عن ”تزوير” محتمل. ومع ذلك فإن مسؤول التعبئة في المداومة، عباس ميخاليف، كان يذكر، ل”الخبر”، أن ما هو مسجل ”عادي في الساعات الأولى”. بينما كان القيادي عبد القادر زيدوك يجري اتصالات بمسؤولي المداومات في الولايات، ويتلقى معطيات يقول عنها إن ”أغلبها يدعو للتفاؤل”. في حين كان الوزير المنتدب السابق، حليم بن عطاللّه، يعطي قراءة في مواقف الخارج من الانتخابات، ومما قاله إن ”بعض مواقف دول الخليج خصوصا مثيرة للريبة”.