في وقت تعددت فيه السيناريوهات والاحتمالات بشأن مصير العملية الانتخابية كانت مداومات المترشحين تعيش ضغطا غير مسبوق، حيث تحولت إلى خلايا ازمة أو مركز عمليات تتولى ضبط اخر الترتيبات وتعطي التعليمات لممثليها عبر مكاتب التصويت، حيث ان الرهان كان لدى أنصار المترشح بوتفليقة هو تحقيق أكبر نسبة مشاركة لصالح مرشحهموتفادي أي استفزازات من المتنافسين، فيما كانت قيادة علي بن فليس تراهن على نزاهة الانتخابات، والتحكم في عملية الرقابة خاصة بعد تحالفها مع مترشحين آخرين. ساعات قليلة قبيل موعد الحسم "البلاد" رصدت آخر الترتيبات على مستوى مديريات الحملة الإنتخابية بالعاصمة، الوجهة الأولى كانت مداومة المترشح علي بن فليس، حيث شهدت هذه الأخيرة انزلا غير مسبوق لإطارات ومساندي الرجل الذين وضعوا فيه الثقة وكانوا ينتظرون الاختبار الأخير اليوم، وما سيفرزه الصندوق، الكل كان على ثقة بأن الأمور تسير بشكل جيد لصالح مرشحهم، حيث أكد شيخي عبد اللطيف مساعد المسؤول المكلف بالتجنيد في الحملة أن الأمور مضبوطة بشكل جيد ليوم 17 أفريل، وأنه تم وضع كل الإجراءات والترتيبات اللازمة من أجل التحكم في هذا الموعد، وكشف عن إعطاء تعليمات مفادها الحضور القوي في مكاتب التصويت فلا مجال للخطأ او التهاون في عملية المراقبة التي يراهن عليها علي بن فليس وهو ما أكده عضو خلية الإعلام بوستة الذي قال إن الرهان الأكبر هو مراقبة العملية الانتخابية منذ بدايتها حتى عملية الفرز، وهذا هو الحل للتصدي للتزوير المتوقع، وهو التحدي الأكبر وما يجب مواجهته حسب المتحدث الذي كشف عن تحالف بين المترشح علي بن فليس وفوزي رباعين وموسى تواتي، حيث سيمنح هذا التحالف الجديد عشية الانتخابات ثقلا آخر للمترشح، كما سيكون درعا في وجه آلة التزوير التي يتخوف منها منافسو الرئيس. كانت إذن مداومة علي بن فليس تعيش تجاذبات عدة، وشكلت التفاصيل والتوقعات جزئيات الانتخابات محور نقاش اجتمعات مغلقة بين قيادات المترشح وكذا الأحزاب المساندة له والتي وجدناها قد أغلقت على نفسها في غياب علي بن فليس الباب للدخول في مشاورات عن السيانريو المرتقب ووضع كل الاحتمالات والتوقعات مع حسبان كيفية التحرك مع هذه الاحتمالات. غادرنا إذن مداومة علي بن فليس والوجهة الثانية هي المداومة الولائية للمترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التي كانت هي الأخرى تعيش الأجواء نفسها وإن غلب عليها الهدوء نسبيا، إلا أنها هي الأخرى كانت تشهد اجتماعات مغلقة حالت دون استقبالنا من طرف شيهاب صديق المسؤول عن المداومة، وأبلغنا أن المداومة الوطنية قد عرفت إنزالا غير عادي من قبل القيادات المساندة للرئيس، حيث انها مركز العمليات والقرارات، وشهدت اجتمعات دورية بين مسؤولين وشخصيات نافذة، وفي المداومة الولائية كان القائمون عليها بصدد ضبط آخر الإجراءات وتبادل المعلومات حسب ما أكده المكلف بالإعلام شيهاب زكرياء الذي أكد أنه تم تجنيد كل اللجان والعاملين على مستوى مكاتب الاقتراع من أجل السير الحسن للعملية الانتخابية التي ستكون تحت أعين 60 ألف ملاحظ ومراقب، أعطيت لهم تعليمات صارمة من المداومة الوطنية بتفادي أي استفزازات من قبل مراقبي المترشحين الآخرين وتجنب ااحتكاك أن مهمتهم ستكون المراقبة والوقوف على سير العملية الإنتخابية، فيما سيكون تجنيد لجان التعبئة التي ستبرز بقوة اليوم أمام مكاتب الاقتراع الحلقة الأخيرة التي تسخن أجواء الانتخابات في ظل التخوف من العزوف الانتخابي. هكذا إذن عاشت المداومات آخر ساعاتها قبل أن يسدل الستار على المشهد الإنتخابي، ويعلن الفائز بكرسي المرادية في خامس انتخابات تعددية بالجزائر