لا كلام ولا طعام عند الشيخ جاب الله..! قبل يوم من موعد العاشر ماي، قررت إدارة التحرير لجريدة البلاد أن تكون تغطيتها للحدث متميزة يوم الانتخاب، فبادرت إلى توزيع طاقم صحفيي القسم الوطني على مداومات الأحزاب وكان من نصيبي مداومة حزب العدالة والتنمية لصاحبه عبد الله جاب الله الموجودة ببوشاوي، وفي صبيحة اليوم الموعود وقبل انطلاقي إلى المقر حاولت شحن معنوياتي باستذكار وصف رئيس الجمهورية لهذا اليوم حينما شبهه بأول نوفمبر جديد، فعقدت العزم أن أكون مرابطا على ثغور الجمهورية الجديدة من على جبهة العدالة والتنمية، غير أن وقوفي على الجو العام الذي كانت المداومة تعيشه سرعان ما حولني إلى أسير ينتظر فك أسره من قبل إدارة التحرير وجعلت بعض الصحفيين الذين تصادف وجودهم في نفس الوقت يجمعون على أن الحزب ما يزال يعيش بعقلية السرية التي كانت الجماعات الإسلامية في الجزائر تعيش بها زمن الراحل بومدين. على الساعة العاشرة والنصف، وصل رئيس الجبهة عبد الله جاب الله إلى المركز الانتخابي ابن رشد ببلدية الدرارية ليدلي بصوته في المكتب رقم 23 وبعد أدائه حق وليس واجب الانتخاب، كما يسميه، أدلى جاب الله بتصريح وحيد طيلة اليوم الذي لازمناه فيه في مقر مداومته، حيث أسهب من خلاله في الرد على التهم الموجهة لشخصه وحزبه من قبل من أسماهم باللوبي المعادي للإسلاميين، ولأننا لم نكن نعرف عنوان المداومة حرصنا على أن نتبع موكبه حتى نتعرف على العنوان غير أن سيارة «الأودي» ذات الترقيم الأجنبي التي كان يستقلها الشيخ لم تترك لنا مجالا، سألنا عن المقر فوجدناه بصعوبة في فيلا فاخرة من أربع طوابق غير بعيدة عن الفندق الفاخر المسمى دار الضياف، فكرتنا عما تعيشه عادة مقرات المداومات الحزبية خلال الانتخابات جعلتنا نعتقد أننا سندخل خلية نحل ملؤها الحيوية والنشاط، غير أننا فوجئنا بفراغ رهيب وسرية من رجال جاب الله دفعت كل الصحفيين الذي حضروا للمقر إلى المغادرة بعد أن تم حشرهم في غرفة لا توجد بها سوى طاولة ومجموعة كراسي، وغير بعيد عن هذه الغرفة اكتشفنا غرفة أخرى يقبع بها مناضلان يغلقان على نفسيهما ولا يخرجان إلا نادرا سرعان ما علمنا أنها غرفة عمليات خاصة بالعاصمة، بينما يقبع أعضاء مكتب المتابعة الوطنية في الطابق الثاني تحت أعين الشيخ، ورغم أن 3 مناضلين في الحزب كانوا يزوروننا من حين لآخر ليرددوا على مسامعنا عبارة مفادها «كل شيء على ما يرام»، إلا أننا لم نكن نحس أن الجماعة راضين على وجودنا وإنما شعرنا أنهم يريدون إبقاءنا تحت أنظارهم . منذ العاشرة صباحا وإلى غاية الحادية عشرة ليلا، حضر إلى المقر ما يقارب 12 صحفيا كلهم غادروا مقر الحزب وعلامات الاستياء تعلوا محياهم بعد أن ملوا الانتظار، حيث إن أيا منهم لم يحصل على تصريح ولو مقتضب من الشيخ وكل مرة كان يعدهم فيها مسؤول الإعلام بقرب الفرج نجده يصعد إلى الطابق الثاني ولا يعود بعدها. مناضلو الشيخ ومريدوه لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء توفير قارورات الماء الشروب لضيوفهم من الصحفيين والقارورة الوحيدة التي تحصلنا عليها كانت بمبادرة مني، بعد اقتحمت غرفة عمليات العاصمة وأحضرت القارورة بسيف الحياء، لكننا سرعان ما عرفنا السبب الذي بطل به عجبنا حينما علمنا أن رئيس حزب ما يسمى «جعت» اختصارا، كان صائما تطوعا لله تعإلى. مع حلول الليل وبلوغ الساعة الثامنة آنست وحدتي بعد رحيل جميع الزملاء محبطين، صحفية من القناة الأولى وبعد أن علمت بقصتها قلت في نفسي أخيرا سأحصل على تصريح من الشيخ، فالصحفية رافقت حملته الانتخابية طيلة 20 يوما ولا بد من أن يشفع لها ذلك لتكون لها الأفضلية عن باقي الصحفيين، غير أنني سرعان ما صدمت بأن عملية الغلق الإعلامي لم تستثنها وسرعان ما نفذ صبرها لتغادر المقر مع زميلة لها، حيث بقيت وحدي. كانت الساعة تشير إلى العاشرة تماما عندما اتصلت للمرة الثالثة بإدارة التحرير أملا في إطلاق سراحي وأنا أردد «ما كان والو الشيخ راه صايم»، لكن حكم الإقامة الجبرية طال أمده إلى غاية الساعة الحادية عشر، حيث أرسلت إدارة الجريدة كتيبة من الزملاء قاموا بتحريري من أسري فغادرت المقر وأنا أتساءل على ماذا تقوم نظرية حق المواطن في الحصول على المعلومة عند الشيخ الطامح للوصول إلى السلطة يا ترى؟! م/ش لا حديث عند تواتي إلا عن التجاوزات والتزوير زارت «البلاد» أمس مقر المكتب الوطني للجبهة الوطنية الجزائرية، الذي يترأسها، موسى تواتي، قصد رصد أجواء تعاطي الحزب مع مستجدات عملية التصويت، وتسجيل انطباعات أعضائه، فوجدنا أن معظم هؤلاء لم يلتحقوا بعد بالمكتب، كونهم ذهبوا للإدلاء باصوانهم، وعند سؤالنا عن رئيس الحزب، قيل لنا إنه ذهب للتصويت بمسقط رأسه بالمدية، وهو ما أخّر وصوله، حسب أحد مقربيه. وكانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة والنصف صباحا، حين بدأ الأعضاء الولائيين للحزب يتوافدون، فرادى وجماعات، حيث جمعنا حديث ظرفي مع عضوي المكتب الوطني للحزب، «براهيمي محمد «وكامش صالح» اللذين أشارا إلى أن الأعضاء المنسحبين من الحزب قبيل موعد التشريعيات، هم أصحاب مصالح ضيقة، مؤكدين أن هذا الانسحاب كان سببه، عدم إدراج أسمائهم في القوائم المترشحة، وأضاف أحد العضويين، أن الحزب يعتمد مبادئ الديمقراطية في اختيار المرشحين، فالمكاتب الولائية هي التي تنتخب القوائم وهذا ما لم يرق لهؤلاء المنسحبين. في هذه الأثناء وصل زعيم «الأفانا»، حيث استطعنا أن نأخذ منه تصريح سريع حول سير العملية الانتخابية والتجاوزات التي وصلت إلى المقر في الساعات الأولى، فأبدى تذمره من الخلط المتعمد للقوائم، حيث قال إنه وجد صعوبة في إيجاد قائمة حزبه، مبديا سخطه على أويحيى الذي كان وراء اعتماد هذه الصيغة حسبه مشيرا إلى أنها كانت الخطوة الأولى للتزوير وقد بدا عليه عدم الارتياح من التقارير التي تصله من المكاتب الولائية والمراقبين، وبين الفينة والأخرى كان يتحدث عن التجاوزات العلنية التي ارتكبها ممثلو الأحزاب في باتنة وبسكرة والجلفة. من جهة أخرى، لاحظنا الاهتمام الكبير لدى أعضاء الحزب، بما تبثه الفضائيات، خاصة الجزائرية منها، ساخرين في بعض الأحيان من النسب التي كان يعلنها وزير الداخلية، بالمقارنة مع النسب التي كانت تردهم من المكاتب التابعة إليهم، وبعد الخرجة الثانية لولد قابلية، كما وصفها أحد الأعضاء، حوالي الساعة الرابعة والنصف زوالا، التي أعلن فيها عن 27.04 نسبة مشاركة، علق تواتي على ذلك بقوله «إن العسكريين يشكلون نصف النسبة، باعتبار أن الأسلاك النظامية تملك ازدواجية التصويت، وهي العبارة التي ظل يرددها تواتي، في كل تعليقاته». أما الخطاب الثالث للوزير فلم يلق اهتماما لدى أعضاء الحزب، الذين صبوا تركيزهم على النتائج التي حققها الحزب عن طريق مراقبيهم ومكاتبهم الولائية، حيث كانت جل المراسلات عبر الفاكس تتحدث عن تجاوزات وخروقات كانت تحصل في مراكز الاقتراع، ودام هذا الوضع حتى ساعات متأخرة من الليل دون أن تصل حصيلة نهائية عن نتائج الحزب. خالد / السكون يخيم على حزب عمارة بن يونس لما دخلنا مقر حزب الجبهة الشعبية الجزائرية على الساعة الثانية والنصف زوالا، وجدنا المقر هادئا جدا ولم نلاحظ أي حركية به فكانت القاعة «الكبيرة» المخصصة للصحافة المتواجدة بالطابق الأرضي شبه فارغة وانتظرنا مطولا رئيس الحركة عمارة بن يونس. عند مدخل المقر علقت العديد من الملصقات لرئيس الحركة ومرشحيه بالعاصمة وكتب عليها انتخب رقم 24، الرقم الذي كان من نصيب الحركة، سألنا عن رئيس الحركة للتحدث معه فأخبرنا مدير حملته بالعاصمة اودية أنه لن يقدم أية معلومات إلى غاية الساعة الرابعة والنصف، حيث سينزل إلى القاعة المخصصة للصحافة للتحدث مع أسرة الإعلام التي لم تكن موجودة أصلا، وبعدها تنقلنا إلى الطابق الثاني من الفيلا، حيث كان رئيس ديوان عمارة بن يونس وكذا مدير الحملة الانتخابية على المستوى الوطني لعرابة جمال، إلا أن هذا الأخير تفاجأ بدخولنا الطابق الثاني من المقر ولم يرق له تنقلنا إلى مكتبه وطالبنا بالانتظار خارجا حتى انتهائه من تناول وجبة الغداء، ثم رجعنا إلى القاعة المخصصة للصحافة التي كانت بها شاشة كبيرة لمتابعة مجريات الانتخابات وبعدها دخلت مرشحة الحزب على رأس العاصمة الطبيبة كريمة بورايو التي تحدثت عن ضرورة التغيير في الجزائر وتفائلت بنجاح الحركة في حال لم يكن هناك تزوير وكانت جد متفائلة لنجاح الحركة في هذه التشريعيات وتحدثت المترشحة مطولا عن تجاوزات عديدة بولايات كالعاصمة، قسنطينة، تيبازة وغرداية واستنكرت بشدة قضية سقوط أسماء العديد من الناخبين خاصة من مناضلي الحركة وتحدثت عن إيجاد صناديق مفتوحة ببعض الولايات وبين الحين والآخر كنا نترقب دخول بعض مناضلي الحزب الذين كانوا يصعدون مباشرة إلى الطابق الثاني، حيث يتواجد رئيس الحركة ومدير الحملة لمتابعة النتائج التي كانت تقدم من طرف وزارة الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية ومتابعة تقارير الولايات التي كانت تصل تدريجيا لكن دون التحدث عنها. بعدها بنصف ساعة دخل القاعة ايدير بن يونس، أخ رئيس الحركة عمارة بن يونس ومدير جريدة «لا ديباش دوكابيلي» رفقة مدير حملة الحركة للعاصمة اودية، وهنا قام المتحدث بالتقليل من شأن التجاوزات المسجلة بالولايات وقد تم توجيه المواطنين الذين لم ترد اسمائهم بمكاتب الاقتراع إلى البلديات للتأكد من إيجاد أسمائهم على القوائم الانتخابية وبالتالي تمكينهم من التصويت. بعدها وفي حدود الساعة السادسة والنصف، عاودنا التحدث مع مدير حملة الحركة، إلا أنه أكد لنا أن الحركة لا تزال في انتظار تقارير الولايات. ليلى .ك «سوسبانس» قاتل في مداومة «التكتل الأخضر» كانت الساعة تشير إلى تمام التاسعة والنصف، عندما دخلنا المقر المركزي لحركة مجتمع السلم بأعالي المرادية، لنكتشف أن جريدة البلاد كانت أول من يلتحق بقيادة «أركان التحالف» كما يحلوا لأنصار «الجزائر الخضراء» أن يطلقوا عليها، حيث تسللت إلى «غرفة العمليات» الخاصة بمتابعة كل تفاصيل الانتخابات، عبر شبكة اتصال تربط الخلية ب 48 ولاية، تحت إشراف الوزير السابق أحمد بوليل، إذ تقع «غرفة المتابعة» بالطابق الثاني ويمنع الدخول إليها بتاتا على غير أعضائها. وطيلة تواجدنا هناك خلسة، لم يتوقف الهاتف عن الرنين بغرفة العمليات التي تضم 30 عضوا من الجنسين، يمثلون أحزاب التحالف الإسلامي الثلاث، إذ كانوا يرتدون بدلات وقبعات خضراء، ويجلس كل واحد منهم قبالة حاسوبه الشخصي في تركيز دقيق، وبجواره سماعة الهاتف تحسبا لأي اتصال عاجل قد يرد من اللجان الفرعية المنتشرة في أكثر من 1000 بلدية. حتى الساعة الثانية عشر، عند منتصف النهار، لم يلتحق أي قيادي من تكتل «الجزائر الخضراء» بالمكان المحدد، إذ كان أول الوافدين القيادي زين الدين طبال ثم لحقه محمد ذويبي، وعند الواحدة زوالا، وصل الشيخ أبوجرة سلطاني. وقد علمنا من مصادر داخل مقر حمس، أن مسؤولي التحالف قد تفرغوا في فترة الصباح لأداء الواجب الانتخابي ومتابعة مجريات العملية عن بعد، بينما توجه البعض الآخر منهم إلى مسقط رأسه على غرار فاتح ربيعي وعبد الرزاق مقري وغيرهما. ومما أثار انتباه رجال الإعلام أثناء مكوثهم بمقر حركة الراحل محفوظ نحناح لرصد تفاعلات التحالف، هو افتراش المشرفين على «غرفة العمليات» رفقة أبوجرة سلطاني ومرافقيه من القيادات الوطنية لحصير واحد بالطابق الأرضي للمقر المركزي، بغرض تناول وجبة الغداء جماعيا في جو من البساطة، تعبيرا عن حالة التضامن والتلاحم التي تسود روح الفريق الواحد، وقد تعمد شيخ حمس الذي توسط المجلس، أن يلطف جلسة الغداء، من خلال إدخال روح المرح والتنكيت المتواصل، في محاولة على ما يبدو للتخلص من ضغوطات القلق النفسي وإرهاقات العمل الدؤوب التي أخذت من الحضور مأخذها. وعلى هامش فترة الاستراحة، انفرد صحفي البلاد بزعيم حمس، ليتحسس شعوره الخاص من مجريات العملية الانتخابية وحظوظ التكتل الأخضر في تلك اللحظات، حيث كانت الساعة تشير إلى 13:46د، ، فرد بكل عفوية على السريع: إنه إحساس مشوب بالتفاؤل والخوف، وقد بدا وزير الدولة السابق، جد متعب من سفريات الحملة الانتخابية والإرباك الذي يلازمه بشأن نتائج الاقتراع في غياب كل من أمين عام حركة النهضة وشيخ الإصلاح، إذ علت محياه سمرة داكنة وظهرت عيناه منتفختين، رغم محاولاته المتكررة توزيع ابتسامات رقيقة على كل من يقابله. وفي ظل شح المعلومات وانقطاع قنوات التواصل من طرف القيادات في الفترة الصباحية، لاحظنا توافد الكثير من الصحافيين بشكل مكثف على مدير الموقع الالكتروني للتكتل الإسلامي الأستاذ: عبد القادر بن خالد، اعتقادا منهم أنه مسؤول وطني مكلف بالاتصال، وهذا نتيجة الشهرة الذائعة الصيت التي نالها بعد نجاح الموقع، واحتلاله للمرتبة الأولى كأفضل موقع حزبي في الجزائر. ع الحكيم /ع الحزب العتيد توقع الفوز لكن ليس بالأغلبية كان فوز حزب جبهة التحرير الوطني بالانتخابات التشريعية متوقعا بالمقر المركزي من قبل قيادي الحزب ومناضليه وأنصاره مع بداية عملية فرز الأصوات ليلة الخميس وشهد مقر الحزب العتيد بحيدرة تحركات من قبل مناضلين ومتطوعين يشتغلون على رصد أجواء العملية الانتخابية وأنشأ الحزب العتيد على مستوى المقر شبكة رصد المعلومات الأولية لمعرفة سيرها، حيث خصصت قاعة بالطابق الثالث لعدد من الشباب والمتطوعين للاتصال بمختلف المحافظين ومتصدري القوائم ومديري الحملة الانتخابية بالولايات لرصد أية تجاوزات ومعرفة التوجهات الأولى الناخبين. كما قام مكتب المكلف بالاتصال على مستوى حزب جبهة التحرير الوطني قاسة عيسي بإنشاء خلية اتصال تتشكل من شباب يتابعون أخبار العملية الانتخابية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، حيث فتح الحزب العتيد حساب بموقع الفيس بوك الشهير باسمه لرصد آراء ومواقف الشباب من الانتخابات وحرص القائمين على الصفحة على نشر كل تعليقات المشاركين في الصفحة ومعرفة توجههم بخصوص الانتخابات التشريعية. وكان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزير بلخادم يتفقد المقر وعمل خلية الاتصال وخلية رصد المعلومات وأفادت آسيا، إحدى المتطوعات للعمل بخلية رصد المعلومات في صباح يوم الخميس أن الخلية يمكن عن طريق اتصالاتها مع مدراء الحملة الانتخابية بالولايات ومتصدري القوائم ومناضلي الحزب معرفة نسبة المشاركة، حيث كانت دائما تتطابق مع تلك التي تعلن عنها وزارة الداخلية والجماعات المحلية بين الفنية والآخرى. وكانت من بين المعلومات التي حاولت خلية رصد المعلومات لحزب جبهة التحرير الوطني التأكد منها صباح الخميس، هي تلك المتعلقة بوقوع احتجاجات عنيفة ببلدية بلكور للتشويش على الانتخابات، حيث تمكن الخلية من التأكد أنها معلومات لا أساس لها من الصحة. أما خلية الاتصال التي تتابع عملية سير الانتخابات على مواقع التواصل الاجتماعي تأكدت من أن الفيديو الذي تم رصده على الفيس بوك بخصوص وجود مظاهرات ببلدية بلكور يوم الاقتراع، ما هي سوى فيديو قديم يعود للاحتجاج التي شن عقب ارتفاع أسعار الزيت والسكر العام الماضي. رتيبة / ب توتر وغضب في ليلة بيضاء داخل مقر الأفافاس سادت ليلة أول أمس، حالة من التوتر والترقب على مستوى مقر حزب جبهة القوى الاشتراكية، لا سيما بعد التعرف على النسبة الضئيلة للمشاركة في منطقة القبائل التي تعتبر معقل حزب الدا الحسين. في حدود الساعة الرابعة مساء كانت معظم الإطارات المترشحة بالولايات قد التحقت بمقر الحزب بالعاصمة لمتابعة معا نتائج التشريعيات في أحد المكاتب الذي أعد للمناسبة كانت الإطارات كل واحد منهم يحكي عن ولايته التي أدى فيها واجبه الانتخابي والتوقعات بالفوز وعزوف المواطنين وغيرها من التعاليق. في حدود الساعة ال17 دخل علي العسكري وإطاراته في اجتماع مغلق وطاريء من دون أن يذكروا سبب هذا الاجتماع ولا جدول أعماله، إلا أن الغضب الذي كان يبدو على وجهه يدرس في أغلب الأحيان عزوف سكان منطقة القبائل عن الانتخابات، رغم أن المنطقة تتعاطف كثيرا مع الزعيم التاريخي حسين أيت أحمد. أما السبب الثاني فكان على الأغلب التطرق إلى التجاوزات المسجلة في عدة ولايات. وفي حدود الثامنة ليلا كانت إطارات الأفافاس تجري من كل الاتجاهات للاطلاع على آخر الأخبار عبر شاشة مركبة للغرض الانتخابي في قاعة كبيرة وتتابع كل صغيرة كبيرة من النتائج الرسمية، رغم أنها لا تثق بتاتا في تصريحات وزير الداخلية والجماعات المحلية، حيث كانت الصالة تملاها التعاليق والضحك في كل ظهور لدحو ولد قابلية وكلما أعلن عن ارتفاع نسبة المشاركة بين الحين والآخر في إشارة إلى تضخيم النسبة، لا سيما وأن الإطارات كانت تتحدث عن الكارثة الحقيقية في المشاركة. وفيما كان ينزوي متصدر قائمة الأفافاس بالعاصمة الأستاذ مصطفى بوشاشي في أغلب الأحيان في الأركان للتحدث عبر هاتفه والاطلاع على آخر الأخبار، إلا أنه كان جد متوتر لحد أنه لم يكن يتحمل الجلوس في مكان واحد، بل ينتقل من ركن إلى آخر ولم يعد يظهر الأستاذ القوي الذي يتحدى كل قضاة الجزائر عبر الوطن في جلسات يشهد له العام والخاص بإتقانها وربح معاركها، ابتسامات بوشاشي لم تعد تظهر من حين إلى آخر وحتى الوجبات العشائية التي تبرع بها المناضلون لم يتناول منها. في حدود التاسعة ليلا كانت صحفية تترجى بوشاشي لكي يظهر في حصة على المباشر نصف ساعة من بعد، إلا أن هذا الأخير بدت عليه علامات التوتر ولم يكن متحمسا للقاء وحاول من جهته إقناعها بأنه غير قادر على المواجهة ولا التصريحات من شدة التوتر وبعد آخذ ورد أخذ معه مترشح البويرة أحمد بيطاطيش وغادر المقر نحو القناة التي استدعته. مناضل البويرة كان أيضا جد متوتر ولم يقدر حتى على تناول وجبة العشاء، مرددا أنها مسؤولية كبيرة لتصدر قائمة فإن لم أحصد مقاعد في البويرة فذلك يعني أنني المسؤول عن خسارة الحزب. في أجواء حماسية عقب الإعلان الجزئي عن نتائج الانتخابات التشريعية والتي تقدم فيها الحزب في معظمها، في حدود العاشرة ليلا كان المترشحين الذين كانوا يتابعون عمليات الفرز في ولاياتهم عبر الهاتف يرددون عبارات «أخبار سارة تصلنا»، وأكثر من مرة سمعنا على لسان الحضور ضيوفا وأعضاء، الذين حجوا بكثافة لمتابعة نتائج الحدث الانتخابي من مقر حزب الدا الحسين باعتبار أن كل المؤشرات تؤكد فوزه في تيزي وزو وعدة مناطق بالعاصمة. ياسمين /مرزوق أويحيى يغيب والأرندي يقتنع بالفضة أو البرونز الحركة على مستوى حي «ليزاس فودال» الراقي ببن عكنون كانت جد قليلة، على غير العادة، فأبواب كلية الحقوق كانت موصودة وكذلك الحال مع الثانوية الولية اكسندر دوما، الأجواء كانت مطابقة عند الحزب «الذي زاد بشلاغمو»، فالداخل للمقر المركزي للتجمع الوطني الديموقراطي يتأكد له أن المقر قد خلا من كوادره ومناضليه، ولا مظاهر لأجواء غير اعتيادية تدل على أن الخميس هو يوم لانتخاب أعضاء البرلمان الجدد، وهو الموعد الذي شبهه الرئيس بوتفليقة بأول بنوفمبر 54 ، ورافع مطولا من أجله أحمد أويحيى كوزير وكأمين عام للأرندي أيام الحملة الانتخابية، وقبلها بأشهر. عند مخل المقر علق بوستير ضخم لأحمد أويحيى، كتب تحته انتخب رقم 23، الرقم الذي كان من نصيب الأرندي، وعند الباحة كان أحد أفراد الشرطة المكلفين بالحماية قد أنهكه الملل، ولم يجد سوى الكلمات السهمية ليقتل ما بقى له من الدوام. وبعد خطوات أخرى، استقبلنا أحد الموظفين الذي وجهنا إلى الطابق الثامن ومن الطابق الأرضي إلى الثامن لم نشاهد احد من الأرندويين. وبالطابق الثامن نصبت المداومة الوطنية لمتابعة سير الانتخابات التشريعية، ونصبت بها طاولتين، إحداهما دائرية وضعت عليها أعلام الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الاروبي والجماعة العربية والاتحاد الافريقي والأمم المتحدة، وعلى تلك الطاولة كانت تعقد اللقاءات مع ملاحظي تلك الهيئات. وفي المقابل كانت طوالتين أخرتين بها أجهزة هواتف وفاكس يتولى الرد عليها بعض الشباب والشابات، وبالمقابل جدول كبير لكل الدوائر الانتخابية داخل وخارج الوطن، وعدد المسجلين وتوزيع المقاعد والمقاعد التي سيتحصل عليه الارندي. وفي غياب الأمين العام أحمد أويحيى طيلة اليوم عن المقر بحكم التزاماته كوزير أول، وتولي مدير ديوانه عبد السلام بوشوارب الاهتمام بما يحدث في مكاتب العاصمة باعتباره مرشح في المرتبة الثانية، تولى النائب السابق عن ولاية أم البواقي بلقاسم ملاح يتولى التنسيق بين المقر المركزي والمكاتب الولاية وإرشاد عدد من الشباب عن طريقة الأصل واستقصاء الأخبار. ولم يكن الحضور في المداومة كثيري النشاط، بما في ذلك بلقاسم ملاح رغم أنه رياضي بامتياز، فقد اشتغل مدير للشباب والرياضة بالبلدية وتكفل شخصيا بمتابعة مباريات حاسمة للفريق الوطني أثناء تأهيليات كأس العالم 2010 ، لكن الحماسة تلك لم تكن بنفس الدرجة بين تلك الفترة ويوم أمس، ورغم ذلك ظهرا متفائلا وقال لصحفيين عن توقعاته لحصة الأرندي «نتوقع حصد بين 45 إلى 60 مقعدا، ونكون في المرتية الثانية أو الثالثة ، ورغم ذلك نبقي على أملنا في حصة أكثر». في تلك الأثناء حوالي الثالثة زوالا وصل وزير المالية السابق عبد الكريم حرشاوي وبصمته المعهود، ألقى التحية على الحضور وانزوى مع ملاح في مكان بعيد نوعا ما، وانصرف الرجلين. بعدها حمل بلقاسم ملاح مطوية بها جملة من الشكايات والتجاوزات المسجلة في عدد من الولايات، إنها الحقيقة التي أتى بها ملاح، الأرندي المتهم من أحزاب سياسة أنه «عراب» التزوير وأن التزوير يجري خدمة له، سجل هذه المرة تزويرا ضده، مثلما هو الحال في أم البواقي، حيث استعمل أحد المرشحين الضغط على الناخبين بالتهديد والمال، ورفع الأرندي احتجاجا رسميا إلى اللجنة الولائية بمراقبة الانتخابات، زيادة على شكايتين اثنيتن بولاية الأغواط تتعلق إحداهما بقيام أحد الأمناء العامين لإحدى البلديات بمحاولة التزوير لصالح الغريم الأفلان.