الروس تنازلوا عن 51 في المائة من حصص المؤسسة لفائدة الصندوق الوطني للاستثمار وقّعت المجموعة الروسية النرويجية ”فيمبلكوم” والسلطات الجزائرية اتفاقا رسميا، أمس الأول، تم بموجبه استعادة الدولة الجزائرية لأغلبية حصص متعامل الهاتف النقال أوراسكوم تيليكوم الجزائر ”جازي”، ليطوى بذلك ملف المتعامل نهائيا بعد أكثر من ثلاث سنوات من المد والجزر. ويرتقب أن تقدر القيمة الإجمالية للصفقة ب4 ملايير دولار . تفيد المعطيات المتوفرة بأن الجانبين الروسي والجزائري أبرما اتفاقا يعرف بالشراكة الإستراتيجية، وأشركا فيه الصندوق الوطني للاستثمار أساسا، حيث قامت مجموعة ”فيمبلكوم” الروسية و”غلوبال تيليكوم” القابضة بالتوقيع على اتفاق شراء حصص، حيث تم التنازل من قبل ”غلوبال تيليكوم” القابضة عن نسبة 51 في المائة من حصص أوراسكوم تيليكوم الجزائر أو ”جازي” لفائدة الصندوق الوطني للاستثمار، مقابل قيمة مالية تقدر ب2.643 مليار دولار. في السياق نفسه، تم الاتفاق على توزيع أرباح بقيمة 1.862 مليار دولار لفائدة ”غلوبال تيليكوم” القابضة فورا قبل إغلاق الصفقة، والذي من المتوقع أن يحدث بحلول نهاية العام 2014. ومن المتوقع أن يصل إجمالي قيمة الصفقة بحساب العائدات والأرباح لفائدة ”غلوبال تيليكوم” القابضة 4 ملايير دولار صافية من الضرائب، بعد تسوية جميع الخلافات العالقة بين الطرفين، حسب ما يؤكده الجانب الروسي ”فيمبلكوم”، ودفع الغرامات التي فرضتها السلطات الجزائرية. وقررت المجموعة الروسية النرويجية استخدام جميع العائدات لتسديد قروض المساهمين المعلقة المقدمة من قبل ”فيمبلكوم” ل«غلوبال تيليكوم” القابضة. ومن المرتقب أن تقوم ”غلوبال تيليكوم” القابضة والصندوق الوطني للاستثمار باعتماد عقد للشركاء وللمساهمين، لتحديد آليات عمل المساهمين الرئيسيين في الشركة الجديدة. وينتظر أن يقوم مجلس مساهمات الدولة بالموافقة على عقد الشركاء، إضافة إلى مجلس إدارة المجلس الوطني للاستثمار ومجلس إدارة ”فيمبلكوم” وأخيرا مجلس مدراء ”غلوبال تيليكوم” القابضة. وقبل إتمام الصفقة، سيقوم الشريك الروسي النرويجي بالمساهمة في تأهيل ”أوبتيموم تيليكوم الجزائر” الشركة التي تمتلكها ”أوراسكوم تيليكوم الجزائر”. ويرتقب أن تستفيد الشركة من تسهيلات على مستوى البنوك، من خلال توظيف قيمة مالية تصل إلى 82 مليار دينار أو مليار دولار. ومن خلال هذا الاتفاق، تكون السلطات الجزائرية قد أنهت فصول قضية ”جازي”، لكن مع ملاحظة جملة التنازلات المقدمة والتي تدعم موقع الشركة الجديدة، حيث سيستفيد الشريك الأجنبي من قيمة صافية تقدر ب4 ملايير دولار، تضاف إلى ذلك مزايا على مستوى البنوك، بعد أن عانت ”جازي” سابقا من تضييق على المستوى الجبائي والمصرفي، وأخيرا الاحتفاظ بحق تسيير الشركة الجديدة، خاصة أن اختيار المساهم لا يؤثر كثيرا، بما أنه هيئة مالية، ويرتقب أن تحتفظ المجموعة الروسية النرويجية بنسبة تقترب من 47 في المائة مع اعتماد قاعدة 51 و49% على خلفية إنشاء شركة ”أوبتيموم”. كما يسمح الاتفاق الموقّع بين وزارة المالية الممثلة للحكومة الجزائرية والشركة الروسية النرويجية ”فيمبلكوم” بإرساء آلية تضمن استمرارية نشاط متعامل الهاتف النقال، لاسيما بعد استفادته من رخصة خاصة بالجيل الثالث للهاتف النقال لمدة 15 سنة، علما أن الرخصة الخاصة بالجيل الثاني للنقال التي منحت ل”أوراسكوم تيليكوم الجزائر” ستنقضي عمليا في 2016. وبعد ترسيم الاتفاق، فإن تركيبة رأسمال متعامل الهاتف النقال الذي يتحول إلى شركة ”أوبتيموم” أو ”أوراسكوم تيليكوم الجزائر” دائما، سيعرف تغيرا مع عودة نسبة 51% إلى الحكومة الجزائرية، مع تحديد مشاركة الصندوق الوطني للاستثمار في هذه النسبة، كما يرتقب أن يحافظ رجل الأعمال إسعد ربراب على حصته المقدرة ب3.4% مقابل حصول ”فيمبلكوم” على حصة 46.6%. وقد أصرت الحكومة الجزائرية على شراء فرع الشركة ”جازي” من ”فيمبلكوم” منذ أكثر من سنة، لكن خلافات برزت بين الطرفين حول قيمة التنازل عن أسهم ”جازي”، حيث طالبت ”فيمبلكوم” ب7 ملايير دولار وهو مبلغ اعتبرته الحكومة الجزائرية مبالغا فيه، لكن الاتفاق الموقّع يقترب أكثر من المطلب الروسي النرويجي منه إلى الجزائري .