رسم رئيس حركة مجتمع السلم "حمس"، عبد الرزاق مقري، صورة عن وضع غير عادي يدور بين القيادات المركزية، عبر رسالة "غير عادية" نشرها عبر صفحته الرسمية على "الفايس بوك"، يتحدّث فيها عن تلقيهم إغراءات وترهيبا من طرف النظام لإدماجه في سياساته بعد الانتخابات الرئاسية. رد رئيس “حمس” عبد الرزاق مقري على دعوات النظام بالدخول إلى “صفوفه” برسالة ظهر أنه يعلن فيها التحدّي، فاستهلها بأن “كثيرا ممن فرحوا بالخط السياسي الحالي للحركة في حيرة من أمرهم، يخافون من أن نستجيب لدعوات النظام السياسي، لإدماجنا في سياساته بعد الانتخابات بالإغراء أو التخويف. لن يكون هذا بحول الله”. وأسند مقري تحديه للنظّام من خلال توضيحه بأن “القيادة الحالية (يقصد الحركة) التي تعمل ضمن أغلبية مريحة جدا، ناضلت سنوات طويلة داخل الحركة لكي تجسّد هذا الخط، ولن يغريها شيء ولن يخيفها شيء، نعاهدكم (يشير إلى مناضلي الحركة) بأننا سنستمر في سياستنا بكل تجرد لا تحدونا إلا مصلحة الدين والوطن، ولن يغرينا منصب (وقد عرض علينا مجدّدا) ولن يخيفنا ترهيب (وقد تعرضنا إليه مجدّدا)”. وفي جزء من الرسالة بدا أنه يخاطب فيها الرئيس السابق للحركة أبوجرة سلطاني، يقول مخاطبا: “وحتى إن سمعتم تصريحا من هنا أو تصريحا من هناك أو تلميحا أو إشارة من هذا أو ذاك من داخل الحركة وفي محيطها، ولم نرد ولم نعقب، فاعلموا بأن ذلك من هوامش الحرية التي نقرها داخل الحركة، ومن حكمة التسيير حتى لا نعود لانشغال الأحزاب بقضاياها الداخلية بدل الانشغال بالمجتمع، وحينما يجب أن تتدخل المؤسسات بكل صرامة فستفعل، واعلموا أن للحركة ناطقا رسميا واحدا يعبّر عن موقف الحركة وسياستها، هو رئيس الحركة”. وظهر رئيس حركة “حمس” مهددا في جزء آخر من الرسالة، فأوضح بأنه “لو حدث ما ليس في الحسبان على الإطلاق وتغيّرت الأغلبية داخل مجلس الشورى، فسأحرّك حقي الديمقراطي المؤسسي في دعوة مؤتمر استثنائي وأخوض حملة كبيرة مع قواعد الحركة لتثبيت الخط وضمان حسن قيادته، فإن لم يسعفني المؤتمر الاستثنائي فسأرضى بقضاء الله”. وتابع مقري “ولكن لن تجيدوني في واجهة الحركة على الإطلاق لأننّي رجل حر وصاحب كلمة وقضيت حياتي كلها من أجل أن تكون الحركة الإسلامية قوة وطنية فكرية واجتماعية وسياسية قوية وذات مصداقية وذات سيادة ورائدة في المجتمع مع كل المخلصين في الوطن وقد بدأ يتحقق ذلك منذ المؤتمر الخامس”.