مقتل مغني راب ألماني كان يقاتل في سوريا فتحت السلطات السورية أبواب الترشح رسميا للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم 3 جوان المقبل، في وقت وجهت الجامعة العربية والأمم المتحدة ودول غربية انتقادات واسعة لخطوة دمشق، باعتبار أنها تعطل جهود الحل السلمي للأزمة في سوريا التي عاد الحديث فيها عن استعمال الأسلحة الكيماوية، وعادت معها تبادل الاتهامات بين المعارضة والنظام حول من يقف وراءها. وأعلنت الولاياتالمتحدة أن لديها ”مؤشرات” على استخدام مواد كيميائية هذا الشهر في سوريا في منطقة يسيطر عليها مسلحو المعارضة، مؤكدة أنها تعمل مع ”شركائها لتبيان الوقائع على الأرض”. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ”لدينا مؤشرات على أن مادة كيميائية صناعية سامة، هي على الأرجح الكلور، قد استخدمت هذا الشهر في سوريا في بلدة كفرزيتا التي تسيطر عليها المعارضة”. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أعلن الأحد في مقابلة مع إذاعة ”أوروبا1” أن باريس تملك ”بعض العناصر” التي تفيد باستخدام دمشق لأسلحة كيميائية. لكنه أكد في الوقت نفسه أن فرنسا ”لا تملك الأدلة”. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان اتهم في 12 أفريل النظام السوري بأن طائراته قصفت بلدة كفرزيتا ”ببراميل متفجرة تسببت بدخان كثيف وروائح أدت إلى حالات تسمم واختناق”. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية اتهمت الطيران الحربي السوري بإلقاء ”صواريخ تحتوي غازات سامة” في كفرزيتا. في المقابل، اتهم التلفزيون السوري في حينه تنظيم جبهة النصرة الإرهابي ”بضرب سائل الكلور السام على بلدة كفرزيتا”، قائلا ”إن الهجوم أدى إلى استشهاد اثنين وإصابة أكثر من 100 من أهالي البلدة بحالات اختناق”. وقتل مئات الأشخاص في أوت الماضي إثر هجوم كيميائي على ريف دمشق. واتهمت المعارضة السورية ودول غربية يومها نظام الرئيس بشار الأسد بتنفيذه. وكان لهذا الهجوم دور أساسي في التوصل لاحقا إلى اتفاق حول إزالة الأسلحة الكيميائية السورية رغم نفي دمشق مسؤوليتها عن الهجوم. وبخصوص الانتخابات الرئاسية، فتح الأمس باب الترشح رسميا لمنصب رئيس الجمهورية السورية للانتخابات التي ستجرى في 3 جوان القادم في الداخل السوري و28 ماي القادم في الخارج. ونددت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالانتخابات التي أعلن عنها. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي إن ”الدعوة لاستفتاء بحكم الواقع الآن يجعلها بلا معنى، بينما يواصل النظام إبادة الناخبين الذين يتظاهر بتمثيلهم”. في حين اعتبر نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن قرار السلطات السورية يشكل خرقا لالتزامات الحكومة السورية وتعهداتها بالعمل بموجب مقتضيات بيان مؤتمر جنيف. وفي تطور آخر، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وموقع لأحد المنتديات الإعلامية الجهادية خبر مقتل مغني الراب الألماني السابق ديسو دوغ، واسمه الحقيقي دنيس مامادو غاسبيرت، وأطلق على نفسه اسم أبو طلحة الألماني لدى انضمامه إلى الجهاديين المقاتلين في سوريا. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن ”مقاتلين من جبهة النصرة فجرا نفسيهما في قرية غريبة في الحسكة (ولاية البركة، بحسب التسمية الجهادية) ما أسفر عن مقتل 16 عنصرا من ”الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وكان من بينهم أبو طلحة الألماني. وفي السياق تعتزم الحكومة الفرنسية اليوم الإعلان عن خطة جديدة تشمل تدابير لمنع الشباب الفرنسي من التوجه إلى سوريا للانخراط في القتال ضد قوات بشار الأسد.