شكل رئيس الحكومة الجديدة، وبتشاور مع الذي وصفه أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، ب”اللاعب السيئ في السياسة”، وأعني به الوزير الأول عبد المالك سلال، ولم تحمل هذه التشكيلة الحكومية التغييرات الكثيرة التي تنبأ بها سعداني، ووصل به الحد إلى الرهان على عشرين وزيرا، ليصاب بخيبة أمل بعد أن تغلبت “إدارة” سلال على “إرادة” سعداني، فكانت جل التغييرات بهذه الحكومة من حزب الإدارة وليس حزب الأغلبية بالبرلمان، ليتيقن الجميع بأن السي سعداني هو “اللاعب السيئ في السياسة” وليس غيره، وإلا كيف نفسر السقطات والشطحات المتتالية لهذا الرجل، دون أن يتمكن من حفظ الدرس واستخلاص العبر، أليس هو من ألقى بنفسه إلى التهلكة حينما هاجم ال “دي. آر. آس”، وجاء رد رئيس الجمهورية ليحذر من مغبة المساس بمؤسسات الدولة، فكان ذلك بمثابة الضربة المدوية التي مزقت جلد دربوكة الشاطر. أوليس هو من ظل يؤكد على ترشح الرئيس للعهدة الرابعة وراح في كل مرة يمنح موعدا للإعلان الرسمي لترشح فخامته، دون أن يصدق موعد واحد، ثم أليس هو من كان يؤكد على قرب تعديل الدستور قبل موعد الانتخابات الرئاسية، ومازال هذا الدستور المغتال على حاله إلى الآن؟ ألم يطالب هذا الرجل الذي يحسب نفسه من حاشية الرئيس بحق حزبه في رئاسة الحكومة وحصد أكبر عدد من الحقائب الوزارية، وجاءت رياح حكومة سلال بما لا تشتهيه سفن سعداني؟ ثم يناقض سعداني تصريحاته بطريقة غير مباشرة حينما يسّر لحنون بأنه غير راض عن تشكيلة البرلمان الحالي، وهو من المؤيدين لحله وإجراء انتخابات تشريعية مسبقة، رغم أن سعداني ومن يدور في فلكه يعلم علم اليقين أن ما حصل عليه الأفالان من عدد المقاعد في هذا البرلمان بلمسة من فخامته الذي قال “أنا حزبي معروف” ولا يمكنه التكرار ولو في الأحلام، لأن جبهة الحاضر تعيش الاحتضار بسبب حالة الخصام والاحتقان بين الرفقاء الفرقاء، والتي اهتزت لها أركان الأفالان، أم أن سعداني بعد أن خسر كل رهاناته، يريد أن يفعل بحزبه ما فعله الراعي بعصاته، ويعطي الانطباع في نهاية الدرس بأنه التلميذ الغبي الذي لم يتمكن من فهم حتى عنوان النص؟