قامت شركة ”دايو للهندسة والإنجاز” بإعادة تصدير المعدات وعتاد الأشغال العمومية المستورد بصفة مؤقتة، بعد إنجاز مصنع الأسمدة ”العمانية” بمرسى الحجاج شرق وهران، في نفس الوقت لا يزال مصير آلاف الأطنان من المعدات التي جلبتها الشركات الصينية لإنجاز الطريق السيار في حكم المجهول أو محل صفقات مشبوهة. كشفت مصادر من غرفة التجارة والصناعة بوهران ل ”الخبر” أن مسؤولي شركة ”دايو للهندسة والإنجاز” تحصلوا على رخصة من أجل إعادة تصدير المعدات وعتاد الأشغال العمومية الذي جلبته إلى الجزائر عبر الميناء، بعد فوزها بصفقة إنجاز مصنع الأسمدة للشركة الجزائرية العمانية بمرسى الحجاج شرق مدينة وهران. للتذكير فإن الشركة الكورية كانت محل متابعة من طرف مصالح الجمارك التي طالبت بدفع 14 مليار سنتيم كرسوم جمركية وغرامات على 145 ملف استيراد عتاد بالنظام المؤقت لإنجاز أشغال مصنع الأسمدة للشركة الجزائرية العمانية بمرسى الحجاج التابع للمنطقة الصناعية لأرزيو. وتبين بأن الشركة تصرفت في العتاد وقامت بنقله دون إخطار مصالح الجمارك، بحكم أن الشركة استفادت من امتياز نظام الاستيراد المؤقت للعتاد المعفى من الرسوم الجمركية. وتقضي الإجراءات بقيام الشركة بتجديد العقد مع الجمارك بعد انتهاء آجال إنجاز المشروع في أجل لا يتعدى شهرين لتفادي التعرض للغرامات. ويمكن تجديد النظام المؤقت في حالة استفادة الشركة من مشروع آخر أو دفتر أعباء يسمح لها باستغلال العتاد. وفي حالة عدم تحصلها على مشروع آخر فالشركة مجبرة على إعادة تصدير العتاد أو التنازل عنه لصالح الخزينة العمومية وبيعه في المزاد ودفع الرسوم الجمركية. لكن شركة ”دايوو للهندسة والإنجاز”، حسب مصاردنا، لم تقم بالإجراء وهو ما جعل إدارة الجمارك تطالبها بدفع الرسوم الجمركية أو غرامات التأخر في الدفع. ولقد انعكس هذا النزاع سلبا على انطلاق استغلال مصنع الأسمدة للشركة الجزائرية العمانية، بدليل عدم تسجيل أية عملية تصدير لحد الساعة رغم انتهاء الأشغال. من جهة أخرى، علمت ”الخبر” من مصادر مؤكدة تسجيل عدة صفقات مشبوهة لبيع عتاد دخل عن طريق نظام الاستيراد المؤقت لعتاد الأشغال من طرف شركات الإنجاز الأجنبية دون دفع الرسوم الجمركية، وهي من المشاكل المطروحة على مصالح الجمارك بعد استكمال الشركات لمشاريعها، حيث غالبا ما تقوم الشركات بالتصرف في العتاد أو بيعه بصفة غير قانونية للخواص دون الخضوع للقانون. وقد سبق للشركة الصينية ”سيتيك- سي.أر.سي.سي” التي قامت بإنجاز الشطر الغربي للطريق السيار شرق-غرب عرض عتادها من شاحنات وآليات كبيرة عوض الأموال على المناولين الذين تعاملت معهم رغم أن العتاد مستورد بصفة مؤقتة.