الأصل اللّغوي لمادة “جدل” استحكام الشّيء في استرسال يكون فيه، وامتداد الخصومة، ومراجعة الكلام. و«الجدال” المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة، وأصله من جدلت الحبل، أي: أحكمت فتله. وجدلت البناء: أحكمته، ودرع مجدولة: المحكمة العمل. ويقال: جدل الحَبُّ في سنبله: قوي. والأجدل: الصّقر المحكم البنية. والمجدل: القصر المحكم البناء، ومنه: الجدال، فكأنّ المتجادلين يفتل كلّ واحد الآخر عن رأيه. وقيل: الأصل في الجدال: الصّراع وإسقاط الإنسان صاحبه على الجدالة، وهي الأرض الصّلبة. ولفظ “الجدل” ورد في القرآن في تسعة وعشرين موضعًا، جاء في خمسة وعشرين موضعًا بصيغة الفعل، من ذلك قوله تعالى: {يُجَادِلُونَك فِي الْحَقّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ} الأنفال:6، وجاء في أربعة مواضع بصيغة الاسم، من ذلك قوله سبحانه: {وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} البقرة:197. وفي القرآن الكريم سورة تسمّى (المُجادَلة) تضمّنت خبر المرأة الّتي جاءت رسول اللّه صلّى اللّه عليها وسلّم تشتكي زوجها. وقد ذكر بعض أهل العلم فرقًا بين لفظ “الجدال” ولفظ “الحِجَاج”، فقال: “المطلوب ب(الحِجَاج) هو ظهور الحُجة. والمطلوب ب(الجدال) الرّجوع عن المذهب، وذلك أنّ دأب الأنبياء عليهم السّلام كان ردع القوم عن المذاهب الباطلة، وإدخالهم في دين اللّه ببذل القوّة والاجتهاد في إيراد الأدلة والحجج”. ولفظ “الجدال” أكثر ما جاء في القرآن الكريم بمعنى “الخصومة”، وجاء أيضًا بمعنى “المِراء”، وبمعنى “المناظرة” و«الحِجَاج”.