تجاوزت البرازيل الحاجز النفسي الأول في نهائيات كأس العالم على أرضها وحققت فوزاً كان مقنعاً بالنسبة للكثيرين على حساب كرواتيا بثلاثة أهداف مقابل واحد. كان أصحاب الأرض بحاجة إلى هذا الفوز الإفتتاحي من أجل عدة عوامل لعل أولها ذكريات عام 1950 والتي لم تُمحَ حتى الآن من نفوس البرازيليين، بعدما أمعنت وسائل الإعلام في الآونة الاخيرة في التذكير بخسارة اللقب، وهو ما شكل ضغطاً كبيراً على اللاعبين والجهاز الفني، ظهرت ملامحه خلال المباراة الإفتتاحية أمام كرواتيا. صحيح أن المنتخب البرازيلي إستهل المونديال بفوز، لكن الدلالات الفنية للمباراة ربما تستحق الكثير من التوقف عندها في ظل المؤشرات السلبية نوعاً ما لما أفرزه اللقاء يمكن أن تُستخدم كمعايير في المباريات المقبلة. ربما يقول البعض أنه لا يمكن الحكم على المباريات الإفتتاحية لكأس العالم لاسيما اذا كانت تجمع المنتخب المضيف، وربما يُشير البعض إلى أن اسبانيا خسرت المباراة الإفتتاحية في مونديال جنوب أفريقيا قبل أن تعود وتتوج باللقب وهذا صحيح، لكن الأمر يختلف مع المنتخب البرازيلي المرشح الاول والدائم لكل بطولة يخوضها. بدا واضحاً أن عنصر الشباب في منتخب السامبا عانى من رهبة البداية وازداد الأمر سوءاً مع تسجيل مارسيلو "صاحب الخبرة" هدفاً في مرماه، لكن البرازيليين بإمكانهم أن يشكروا نجمهم الجديد نيمار الذي أخذ المباراة على عاتقه وقلب موازينها. لكن الغريب أن اللاعبين البرازيليين بدوا جميعاً بانتظار هذه النجومية من اللاعب الشاب، وهذا الامر تسبب في غياب روح العمل الجماعي في بعض فترات اللقاء وهو ما لم نألفه سابقاً، فكان نيمار هو من يقوم برفع الركلات الركنية، وتسديد الركلات الحرة والرجوع الى منتصف الملعب من أجل إستلام الكرات وأخيراً التسجيل. ولأن البرازيل هي البرازيل فمن غير الممكن أن يكون كل الإعتماد على لاعب واحد كما في مباراة كرواتيا، لأن الفوز باللقب السادس يتطلب بالطبع أكثر من ذلك بكثير. ربما يُغضب هذا الكلام جماهير البرازيل لكن الحقيقة يجب أن تُقال خاصة وان الاهداف الثلاثة لم تأت عبر عمل جماعي إنما بحلول فردية من نيمار وأوسكار، وهذا يتطلب جهداً إضافياً من المدرب لويس فيليبي سكولاري الذي بدا هو الآخر متوتراً منذ بداية اللقاء وحتى نهايته. وعلى الرغم من أن الفوز على كرواتيا قد يعبّد الطريق نحو المضي قدماً من أجل تحقيق الطموحات، لكن المنتخب البرازيلي بوجهه "الإفتتاحي" ليس المنتخب البطل خاصة ان ما ينتظره في المباريات المقبلة ليس إلا "ألغاماً" لعل أولها المواجهة الساخنة امام المكسيك في دور المجموعات ومن ثم المحتملة مع هولندا أو إسبانيا في الدور السادس عشر. تخطت البرازيل عقبة البداية ب"مساعدة" من هنا أو هناك، لكن من الواضح أن هناك عمل كبير يتحتم على الجهاز الفني القيام به قبل مباراة المكسيك في السابع عشر من هذا الشهر. أنشر على