أعلنت وزارة الدفاع التونسية، أمس، أن حصيلة العملية الإرهابية في جبال الشعانبي بمحاذاة الحدود التونسية الجزائرية، خلّفت مقتل 14 جنديا تونسيا، مقابل القضاء على أحد عناصر المجموعة الإرهابية. وتعد هذه الحصيلة الأثقل في صفوف الجيش منذ بداية المواجهات بين القوات التونسية والمجموعة الإرهابية المتحصنة بمنطقة هنشير التلة بمرتفعات الشعانبي بولاية قصرين. هاجمت مجموعتان إرهابيتان، أول أمس، قبيل موعد الإفطار، نقطتي مراقبة تابعة للجيش التونسي على مستوى مرتفعات جبال الشعانبي، باستعمال قذائف “آر.بي.جي” وإطلاق نار مكثف، بحيث أدى إلى مقتل 14 جنديا وجرح 20 آخرين، وهي الحصيلة المرشحة للارتفاع، حسب مصادر من وزارة الدفاع التونسية. وتعد هذه الحصيلة الأثقل في صفوف الجيش منذ استقلال تونس سنة 1956، بحيث لم يسبق وأن سجلت من قبل. وأفاد الملحق الإعلامي بوزارة الدفاع الوطني، رشيد بوحولة، أنه تم القضاء على أحد العناصر الإرهابية التي شاركت في الهجوم الذي استهدف في حدود الساعة السابعة و40 دقيقة من مساء الأربعاء، نقطتي مراقبة تابعتين للجيش التونسي بصورة متزامنة في منطقة هنشير التلة في عمق جبل الشعانبي باستعمال قذائف “آ ربي جي” وأسلحة رشاشة. وأضاف بوحولة أن العمليات الميدانية لتعقب الإرهابيين ولإجلاء المصابين من عناصر الجيش الوطني التونسي لا تزال متواصلة، فجر أمس. وكان أربعة جنود تونسيين قد قتلوا، يوم الأربعاء الماضي، في انفجار لغم زرعه إرهابيون بجبل “ورغة” بولاية الكاف، وذلك بعد 24 ساعة من إصابة 6 جنود آخرين بجروح داخل المنطقة نفسها. وشهدت مرتفعات الشعانبي عام 2013 انفجار عدد من الألغام زرعتها عصابات إرهابية، أودت بحياة العديد من الجنود. ورغم عدم تبني أي جهة هذه العملية، غير أن أصابع الاتهام توجه عادة إلى عصابات مسلحة قادمة من الأراضي الليبية، أو جماعات “أنصار الشريعة” الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي. وكان تنظيم القاعدة في المغرب قد أعلن لأول مرة تبنيه، في شهر جوان الفارط، عمليات إرهابية على الأراضي التونسية، ومنها الهجوم ضد مسكن وزير الداخلية التونسي الذي خلّف مقتل 4 من حراسه. من جهته، أفاد رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل الناصر بن سلطانة، أمس، لإذاعة “شمس آف.آم” التونسية، أن “الإرهاب جاء بدعم من أطراف كانت في الحكم وبدعم من أطراف حزبية”، لافتا النظر إلى أن بعض الجهات السياسية وقيادات منها مازالت تدافع عن تنظيم تيار “أنصار الشريعة”، رغم تصنيفها من المجموعات الإرهابية. وتتضمن قائمة العسكريين المتوفين لوزارة الدفاع التونسية، أسماء: سام العكايشي رائد، أسامة شقرون ملازم أول، فيصل الطرشي عريف أول، صبري المعلاوي عريف، محمد الذوادي رقيب أول، مسعود بوراوي رقيب أول، عصام العليبي رقيب أول، زاكي السعيداني رقيب أول، قيس بوعلاقي رقيب أول، ناجي الهمامي رقيب، ياسين الغويلي جندي متطوع، أحمد حمادي جندي متطوع، شوقي الكيلاني جندي متطوع، عاطف الشايب جندي متطوع. وتعد منطقة جبال الشعانبي بولاية القصرين التونسية، المحاذية للحدود الجزائرية، أحد المعاقل التي تتحصّن بها الجماعات الإرهابية ومحور تحرك وعبور عناصرها بين ليبيا وتونس والجزائر، وهو ما يقتضي ضرورة تنسيق أمني وثيق وتبادل المعلومات بين أجهزة البلدين لمحاصرتها.