شيدت مدينة نانجينغ في القرن 8 قبل الميلاد، وقد عرفت بأسماء متعددة أثناء احتضانها لعاصمة الإمبراطورية في الفترة بين القرنين 3 و6 ميلادي، ثم مرات أخرى في القرن 10، 14 و15 ميلادي. بعد أن قرر الإمبراطور “يونغ لي” نقل العاصمة إلى بكين (1421 ميلادي) وأصبحت المدينة تسمى “نانجينغ” (ومعناها عاصمة الجنوب)، أطلق عليها اسم “تشيانغنينغ” أثناء فترة حكم أسرة “تشينغ” (1612-1644) لتستعيد اسمها مرة أخرى عام 1912، وتعرصت للتخريب والنهب أثناء “ثورة تايبينغ” (1853-1864)، وأصبحت خاضعة للسيطرة الغربية (الإنجليز والفرنسيين) بعد توقيع اتفاقيات مع الحكومة الصينية عام 1856، ثم أصبحت منطقة مفتوحة على التجارة الخارجية منذ 1899، واحتلتها القوات اليابانية عام 1937 بعد أن قامت بتذبيح جزء كبير من الأهالي، وعرفت الأحداث التي تلت استيلاء اليابانيين على المدينة بمذبحة نانجينغ”. واستعادتها الصين بعد خروج القوات الغازية سنة1945، وبعد انتهاء الحرب تم اختيارها عاصمة لجمهورية الصين (1945-1949). وقامت جمهورية الصين الشعبية” واستعادت مدينة “بكين” دورها كعاصمة للبلاد، فيما تحولت “نانجينغ” إلى مركز للصناعات الثقيلة. في سنة1952 تم إعلانها عاصمة لمقاطعة “جيانغسو”. وتملك المدينة جامعة عريقة، وأحد أكبر المراصد الفلكية في الصين، كما تتواجد بها حدائق شاسعة، وكان سور “مينغ” يحيط بالقصر الإمبراطوي، وشيد أثناء حكم أسرة “مينغ” (1368-1644) ويبلغ طوله 38 كم ويعد من أعظم الشواهد على عهد المدينة الذهبي. وتحتضن “نانجينغ” نشاطات صناعية مهمة: مواد البناء، الأسمدة الزراعية، الكيماويات، المعدات الإلكترونية، تصنيع الحديد والصلب، صناعة السيارات، البصريات وآلات التصنيع، وهي حاليا تفتخر لكونها ستتحول إلى قطب عالمي ومهرجان كبير للتنافس بين المواهب الشابة المنتمية إلى كل المعمورة بمناسبة أولمبياد الشباب.