عن الترمذي وغيره من حديث عبيد الله بن محصن الأنصاري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن أصبح مُعافًى في جسده، آمِنًا في سرْبِه، عنده قُوتَ يومه، فكأنَّما حِيزَتْ له الدّنيا”. وفي الترمذي أيضًا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: “أوّل ما يسأل العبد يوم القيامة من النّعيم أن يُقال له: ألم نصح لك جسمك ونروّك من الماء البارد؟”. ومن هاهنا قال من قال من السّلف الصّالح في قوله تعالى في آخر سورة التّكاثر: {ثُمَّ لَتُسْأَلَنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قال عن الصّحة. {لَتُسْأَلُنَّ} عن كلّ النّعيم بكلّ أنواعه وألوانه وأذواقه، من أين نلتموه وفيم أنفقتموه أمن طاعة وفي طاعة؟ أمن معصية وفي معصية؟ أمن حلال وفي حلال؟ أمن حرام وفي حرام؟ هل شكرتُم؟ هل أدّيتُم؟ هل شاركتُم؟ هل استأثرتم؟، نعم {ولَتُسْأَلُنّ} عمّا كنتُم تتكاثرون به وتتفاخرون من جاه وسلطان وأموال وبنين!.. وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال للعبّاس رضي الله عنه: “يا عبّاس يا عمّ رسول الله، سَلِ اللهَ العافية في الدّنيا والآخرة”. وفيه عن سيّدنا أبي بكر الصّدّيق رضوان الله عليه قال: “سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: “سَلُوا اللهَ اليَقين والمُعافاة فَمَا أوتِيَ أحَدٌ بعدَ الْيَقين خيرٌ مِنَ العافية”. فجمع بين عافيتي الدّين والدّنيا ولا يتم صلاح العبد في الدّارين إلّا باليقين والعافية، فاليقين يدفع عنه عقوبات الآخرة والمُعافاة تدفع عنه أمراض الدّنيا في قلبه وبدنه.