رحل أمس، الفنان الكوميدي الأمريكي ”روبين ويليامز”، بعد عجزه عن مواجهة أحزانه واكتئابه، ليضع حسب الأخبار التي تداولتها الوكالات العالمية حدا لحياته منتحرًا. وكان ”صاحب مصنع الضحك” ويليامز قد عانى من العديد من الاضطرابات النفسية –بالإضافة إلى الاكتئاب- خلال السنوات الأخيرة من حياته، خاصة مع الكحول والمخدرات ومحاولاته العديدة الفاشلة بالتخلص منهما. وتوفى الممثل الأمريكي الشهير، الذي ولد في 21 جويلية 1951، في منزله بولاية كاليفورنيا، عن عمر يناهز 63 عاما، حيث أفادت شرطة مقاطعة مارين كونتي، أن ويليامز وجد وقد فارق الحياة بعد طلبه النجدة منتصف النهار، معلنة ”مكتب الطبيب الشرعي يشتبه في أن تكون الوفاة انتحارًا، لكن يتعين إجراء تحقيق شامل قبل إعلان التقرير النهائي”. ومن جانبها، قالت الزوجة الثالثة لويليامز، سوزان شنايدر التي تزوجها في 23 أكتوبر 2011 في بيان نقلته وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية ”بالنيابة عن عائلة روبين، أطالب بمنحنا قدرًا من الخصوصية خلال فترة الحزن العميق التي نعيشها، ونأمل أن يكون تذكّر لحظات الضحك والمتعة التي منحها روبين للملايين هي محور الاهتمام وليس وفاته”. وبدأ أسطورة الكوميديا الأمريكية، حياته كمؤدي وصلات كوميدية فردية في بعض نوادي سان فرانسيسكو، وبعدها التحق باستوديوهات ”إن.بي.سي” في أول دور رئيسي له في مسلسل ”أيام سعيدة” من خلال شخصية ”مورك” القادم من الفضاء الخارجي. في حين يرجع الفضل في شهرته إلى السينما، حيث أدى أول دور سينمائي له في فيلم ”بوباي” عام 1980، لتكون البداية بالنسبة لنجوميته، ليقوم بعدها بدور البطولة في عدد من الأفلام، وترشح لجائزة الأوسكار في العديدة منها، إلى أن أدى دور الطبيب النفسي في فيلم ”غود ويل هانتينغ”، وفاز عنه بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد، وقدّم فيلم جومانجي عام 1995، وقام ويليامز أيضا بالأداء الصوتي لعدد من الأفلام الكرتونية، التي لاقت نجاحا كبيرا، مثل ”علاء الدين والرجل الآلي” وآخره ”هابي فيت”. وترشّح ويليامز لجائزة الأوسكار من خلال أدواره في أفلام ”دو فيشر كينغ” عام ”موت مجموعة الشعراء”، ”صباح الخير فيتنام”، وفاز النجم الضاحك بجائزة ”الغولدن الغلوب” عدة مرات من خلال أفلام مميزة جدا. وقد نعت الشخصيات الأمريكية ونجوم هوليوود الراحل وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما على رأس القائمة، حيث كتب إنّ ”روبين وليامز كان طيّاراً وطبيباً وجنيّاً وجليس أطفال ورئيس دولة وأستاذاً جامعياً وبيتر بان وكلّ شيء بين هؤلاء، لكنّه كان فريداً من نوعه”. واعتبر المخرج ستيفن سبيلبرغ أنّ ”روبن كان عاصفة رعدية للكوميديا العبقرية وضحكنا كان البرق الذي يصاحبه. كان صديقاً ولا أستطيع تخيّل أنّه رحل”. أما الممثل جون كراير فغرّد على تويتر قائلاً: ”سنحاول أن نكمل الحياة... لكنّها لن تكون ممتعة بدونك”. أيضاً على تويتر كتب الممثل نيل باتريك هاريس: ”أنا مصدوم ولا أزال أترنّح من أنباء وفاة روبن وليامز. أدخل كثيراً من السعادة وآلم الملايين برحيله”. ومثله كتبت الممثلة ميني درايفر: ”قلبي مفطور روبن كان جميلاً ورقيقاً، لا أستطيع تحمّل رحيله، أشعر بأسى شديد لعائلته”. وعلى تويتر رثاه مقدّم البرامج الساخر جيمي كيمل كاتباً: ”روبن كان إنساناً لطيفاً بقدر ما كان كوميدياً، إذا كنتَ تشعر بالحزن، من فضلك أبلغ شخصاً ما بذلك”.